رأيت الـليلَ نفسي فـي مـنـامـي......... كـأنـّـي دون هـمّ أو ســـــقــام
كأن الـنـاس فـي عـيـشٍ رغـيـدٍ......... فـلا ضـيـقٌ ولا ظـلـم اللـئــام
وأن الـخـبـز أحـســبـه وفــيــرا......... وألـْبـانٌ تــُدَر بـلا انـفــطـــام
كأن الخلق في الفردوس عاشوا......... وصار الثوب مسدول الكـمام
فلا ظمئوا ولا هُـجـرت بـيـوتٌ..........ولا خَربتْ بتـكـرار الصــدام
ولا ذرفت عــلى الأيـتـام عـيـنٌ......... وظـل الناس فـي عيش الوئام
ولا عـَرَفت مـعـاجـمـنـا لـجـوءا........ ولا داسَ الـعـدو عـلـى الـشآم
ولا هـَدمَ الحـقـودُ لـنـا بــيـوتــا........ أيـجـرؤ أن يـبـادر بـالخصام؟
ولا رمـل الـجـنـوب يداس قهرا........ فـذا نـقـبٌ وذي دار الــكــرام
ولا القدس الـشريـفـة فـي حـداد......... ولا حـفـروا أخـاديـد الــزؤام
ولا تبكي عـلـى الأطلال ثـكـلى......... ونار الشوق تنخر في العظام
وعتمُ الســجـن لم يعرف شبـابـا.........ولم تـُخفَ العــدالـة بـالـظـلام
وتـاجــرنــا أمــيــنٌ ذو زكــــاةٍ......... ولــم يـَخلـط حـلالا بـالـحـرام
رأيـت الكـُرْهَ محـصــورا بـحـدٍ......... وألـفـاظ ُ الـبـذاءة فـي لـجـــام
وذاك الـشـيـخ يـرفـلُ في ثـيـابٍ........ عـزيـزَ الـنفس مرفوعَ الوسام
وحـبُّ الـبـيــت لـلأزواجِ حــبٌ......... يـفـوقُ العشـقَ مقرونَ الغرام
وليلى من صــبـايـا الـحـي دوما......... وقـيـسٌ لا ينوح على الحطام
لـمـاذا يـا نـهـار الـفـجـر تـأتــي......... ألا تـُبـقـي عـلـى ذاك الـلـثـام
ويـَبقـى الـنـوم حـالـي كـلَّ يــوم ٍ........ فلا أصحو على سود الغـمـام
ألا لـيـت الـحـيـاة تــمـنُّ يــومــا....... . بـمعـتـصـم ٍ شجاع ٍ أو هـمام
أضف تعقيب