من قرارات المجامع الفقهية (55)- الخبائث الثلاث؛ الخمر والمخدرات والدخان

إعداد: الشيخ عبد الرحيم خليل
آخر تحديث 20/02/2012 14:29

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:
إن المجمع الفقهي الإسلامي قد اطلع على البحث القيم الذي قدمه إليه عضو مجلس المجمع الفقهي الإسلامي، معالي الركن محمود شيت خطاب بعنوان "انتشار الخبائث في البلاد العربية - الداء والدواء"، فوجده بحثًا مستقصيًا، أحاط بمفاسد الخبائث الثلاث الخطيرة: الخمور، والمخدرات، والتبغ. وإن الصورة المروعة التي يعطيها هذا البحث النفيس، لما تضمنه من معلومات خطرة موثقة، وإحصاءات صحية واجتماعية واقتصادية، والتي تنذر بأسوأ مصير في جيل المستقبل من الشباب، لهي صورة كافية لأن تنبه المسؤولين في الأمة، في مختلف ميادين المسؤولية إلى واجبهم العظيم الخطير في هذا الشأن، للحيلولة دون أوخم مصير ينتظر جيل المستقبل. بسبب تفشي هذه الخبائث الثلاث التي سماها (أم الخبائث) في أوساط الناشئة ذكورًا وإناثًا. وقد حصر كاتب البحث -وفقه الله- ببصيرته النافذة مصادر الداء، وطرق تفشي أم الخبائث في ثلاثة؛ هي: البيت الذي يرى فيه الناشئون أهليهم المربين يعاقرون هذه الخبائث، ثم مؤسسات التعليم التي يؤثر فيها التلميذ والطالب الجامعي في رفقائه، ويستجرهم إلى إحدى هذه الخبائث أو كلها، ثم وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، التي تبث هذه السموم في الناشئة عن طريق الصور والإعلانات الترغيبية والأفلام وما إليها، وقد بيّن الباحث -بعد بيان مصادر الداء- أن الدواء الوحيد الذي يستطيع القضاء على هذه الخبائث وإقصاءها عن طريق حياة الأمة، ووقاية شبابها منها إلى أبعد حد ممكن؛ إنما هو التربية الإسلامية الحقة.....

ملاحظات:
1- ما ذكر أعلاه ورد ضمن قرارات مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي؛ دورة رقم 4، قرار رقم 4.
2- تناول الدخان حرام، ذهب إلى تحريمه عامة العلماء.
فمن الشافعية: الشرقاوي – القليوبي – البجيرمي - ابن علان - النجم الغزي - نجم الدين بن بدر الدين الدمشقي.
من الحنابلة: محمد بن عبد الوهاب - محمد بن إبراهيم آل الشيخ، مفتي السعودية الأسبق.
من الحنفية: نجم الدين الزاهدي - محمود العيني - أبو الحسن المصري - محمد المرعشي - عيسى الشهاوي - محمد الحامد.
من المالكية: عبد الملك العصامي - إبراهيم اللقاني - أبو الليث القشاش.
وذهب إلى تحريمه مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي، والمجلس الأوروبي للإفتاء؛ دورة رقم 14.
وأيد ذلك ما لا يحصى من المعاصرين، منهم: ابن باز - جاد الحق – القرضاوي - محمد عبد القادر أبو فارس - محمد بن مانع.
3- من معطيات إحصائية أجريت سنة 2001م ما يلي:
- 250 ألف شخص يتعاطى المخدرات في البلاد.
- 50 ألف متعاطٍ من العرب.
- 30 ألف مدمن مخدرات في البلاد.
- 15 ألف مدمن من العرب!!!
من معطيات إحصائية أجريت سنة 2007م ما يلي:
- عدد متعاطي المخدرات من العرب في البلاد 70 ألفًا!!
فهذه أرقام مرعبة تبين أن العاملين للمخدرات أضعاف العاملين للإسلام في بلادنا...
وكم عدد من يتعاطَون الخمور، وكم عدد المتورطين في العنف الدموي، وكم عدد العاملين للأحزاب الصهيونية، وكم عدد العاملين للأحزاب العلمانية والجمعيات النسائية التي تحارب الله ورسوله!! وكم عدد تاركي الصلاة... وكم... وكم..
فهل يعقل أن نشكل لجنة ضد العنف، ولجنة ضد المخدرات، ولجنة ضد الخمور، ولجنة ضد الأسرلة، ولجنة ضد الغزو الفكري، ولجنة ضد الجمعيات النسائية الهدامة، ولجنة لدعوة تاركي الصلاة، ولجنة... ولجنة...
هذه ليست دعوة لليأس ولا للقعود، بل دعوة لمعرفة الخطر المحدق الحقيقي، وإدراك ثقل الأمانة وحجم المسؤولية، هذا أولًا.
أما ثانيًا: فهذه دعوة لإعادة التفكير أو التفكير بطريقة أخرى أو النظر من زاوية أخرى.
وفي ظني إن حفظ الموجود أولى من إيجاد المفقود، ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح. فعلينا بحفظ الأصل والمنهاج، ثم إنقاذ ما يمكن إنقاذه، أما من طمع بإنقاذ كل شيء، فأخشى ألا ينقذ شيئًا، والأدهى أنه لن ينقذ نفسه في نهاية المطاف.
لو أرادت الواحة في الصحراء أن تبتلع البيداء حتى تتحول إلى جنة خضراء، فما هي النتيجة الحتمية؟
لكن على الواحة أن تحفظ نفسها وتحرس ثغورها... وتحصن كيانها، ثم تحول شيئًا محدودًا من الصحراء إلى جنة خضراء... وإلا "ضاعت البيضة والتقشيرة".
إن من أهم عوامل الضعف التي نخرت مع الزمن كيان الدولة العباسية حتى سقطت، هو التوسع الجغرافي الهائل مع العدد السكاني الكبير والمتنوع، مع عدم وجود الجهد الكافي والعدد الكافي من أجل استيعاب المكان والسكان ثقافيًا وتربويًا ونظامًا وقانونًا وضبطًا وسلوكًا وتخلقًا وولاءً... إلخ.
والخلاصة: الأولوية لحفظ الموجود، حفظ الأصل والمنهاج، ثم إنقاذ ما يمكن إنقاذه، حتى نسلم الراية المخضبة بالدم للجيل القادم!

أضف تعقيب

ارسل

تعليقات

1
لا اله الا الله
اللهم يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلوبنا على دينك برحمتك يا ارحم الراحمين ما اصعب هذا الزمان الذي تكثر فيه الفتن انها تحيط بنا في كل مكان حتى في بيوتنا والقابض على دينه كالقابض في هذا الزمان كالكابض على جمر كما قال صلى الله عليه وسلم فحصننا الاول هي الاسره وهي اللبنه التي يجب ان نحصنها ومن ثم المحيط الاقرب فالاقرب اعاننا الله على حمل الامانه والله الموفق لما يحب ويرضاه حمانا الله من كل ما لا يرضاه اللهم سلم سلم
ام يوسف - 21/02/2012

أذهب للأعلى