واحة الارواح- أنت من أوعية العلم

اعداد: الشيخ عصام حسن - طرعان
آخر تحديث 21/02/2012 18:39

قال مالك: كنا نزدحم على درج ابن شهاب الزهري –رحمه الله- حتى يسقط بعضنا على بعض..! قال مالك: شهدت العيدَ فقلتُ: هذا اليوم يخلو فيه ابن شهاب، فانصرفتُ من المصلى حتى جلست على بابه فسمعته يقول لجاريته: انظري من على الباب؟ فنظرت فسمعتها تقول: مولاك الأشقر مالك، قال: أدخليه، فدخلتُ، فقال: ما أراك انصرفتَ بعد إلى منزلك؟ قلت: لا، قال: هل أكلت شيئا؟ قلت: لا، قال: فاطْعَم، قلت: لا حاجة لي فيه، قال: فما تريد؟ قلت: تحدِّثني. فحدثني بأربعين حديثا ونيف، منها حديث السفينة فحفظتها، ثم قلت: أعدها علي فإني نسيت النيِّفَ على الأربعين، فأبى وقال: وما ينفعُك إن حدثتُك ولا تحفظها؟! قلتُ: إن شئتَ رددتُها عليك! فرددتُها عليه، فقال: قُم، فأنت من أوعية العلم.

سقطت مروءتك
صدم شاب امرأة عجوز بدراجته، وبدل أن يعتذر لها ويساعدها على النهوض أخذ يضحك، ثم استأنف سيره…!!
لكن العجوز نادته قائلة: لقد سقط منك شيء!
فعاد الشاب مسرعًا وأخذ يبحث فلم يجد شيئًا.
فقالت له العجوز: لا تبحث كثيرًا، لقد سقطت "مروءتك"، ولن تجدها أبدا.
الحياة لا قيمة لها إذا تجردت من الأدب والذوق والاحترام.

تقييم ذاتي
دخل فتى صغير إلى محل تسوق، وجذب صندوقا إلى أسفل كابينة الهاتف. وقف الفتى فوق الصندوق ليصل إلى أزرار الهاتف وبدأ باتصال هاتفي... انتبه صاحب المحل للموقف وبدأ بالاستماع إلى المحادثة التي يجريها الفتى. قال الفتى: "سيدتي: أيمكنني العمل لديك في تهذيب عشب حديقتك"؟ أجابت السيدة: "لدي من يقوم بهذا العمل". قال الفتى: "سأقوم بالعمل بنصف الأجرة التي يأخذها هذا الشخص". أجابت السيدة بأنها راضية بعمل ذلك الشخص ولا تريد استبداله. أصبح الفتى أكثر إلحاحا وقال: "سأنظف أيضا ممر المشاة والرصيف أمام منزلك، وستكون حديقتك أجمل حديقة في مدينة "بالم بيتش فلوريدا"، ومرة أخرى أجابته السيدة بالنفي... تبسم الفتى وأقفل الهاتف. قدم صاحب المحل -الذي كان يستمع إلى المحادثة– إلى الفتى وقال له: لقد أعجبتني همتك العالية، وأحترم هذه المعنويات الإيجابية فيك، وأعرض عليك فرصة للعمل لدي في المحل. أجاب الفتى الصغير: "لا، وشكرا لعرضك، غير أني فقط كنت أتأكد من أدائي للعمل الذي أقوم به حاليا. إنني أعمل عند هذه السيدة التي كنت أتحدث إليها".

ترك بابا مفتوحًا
يقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: كنت أسير في طريقي فإذا بقاطع طريق يسرق الناس، ورأيت نفس الشخص (اللص) يصلي في المسجد، فذهبت إليه وقلت: هذه المعاملة لا تليق بالمولى تبارك وتعالى، ولن يقبل الله منك هذه الصلاة وتلك أعمالك.
فقال السارق: يا إمام، بيني وبين الله أبواب كثيرة مغلقة، فأحببت أن أترك بابا واحدا مفتوحا.
بعدها بأشهر قليلة ذهبت لأداء فريضة الحج، وفي أثناء طوافي رأيت رجلا متعلقا بأستار الكعبة يقول: تبت إليك.. ارحمني.. لن أعود إلى معصيتك..
فتأملت هذا الأواه المنيب الذي يناجي ربه، فوجدته "لص" الأمس، فقلت في نفسي: ترك بابا مفتوحا ففتح الله له كل الأبواب.

عابدتان من بغداد
جاء في كتاب "صفة الصفوة" لابن الجوزي أنه "كان ببغداد بائع قماش معروف، فلما كان في حانوته، أقبلت إليه صبية فالتمست منه شيئًا تشتريه، فحين كانت تحادثه، كشفت وجهها، فتحيّر وقال: "والله لقد تحيرت مما رأيت"، فقالت: ما جئت لأشتري شيئًا؛ إنما لي أيام أتردد إلى السوق ليقع بقلبي رجل أتزوجه، وقد وقعت أنت بقلبي ولي مال، فهل لك في التزوج بي"؟ فقال لها: "لي ابنة عم، وهي زوجتي، وقد عاهدتها ألاّ أغيّرَها، ولي منها ولد"، فقالت: "قد رضيت أن تجيء إلي في الأسبوع نوبتين"، فرضي، وقام معها، فعقد العقد، ومضى إلى منزلها فدخل بها".
ثم ذهب إلى منزله، فقال لزوجته: "إن بعض أصدقائي قد سألني أن أكون الليلة عنده"، ومضى فبات عندها، وكان يمضي كل يوم بعد الظهر إليها.
فبقي على هذا ثمانية أشهر، فأنكرت ابنة عمه أحواله، فقالت لجارية لها: "إذا خرج، فانظري أين يمضي؟ فتبعته الجارية، فجاء إلى الدكان، فلما جاء الظهر، قام وتبعته الجارية، وهو لا يدري، إلى أن دخل بيت زوجته الأخرى، فجاءت الجارية إلى الجيران، فسألتهم: "لمن هذه الدار"، فقالوا: "لصبية قد تزوجت برجل تاجر بَزَّاز". فعادت إلى سيدتها فأخبرتها، فقالت لها: "إياك أن يعلم بهذا أحد"، ولم تظهر لزوجها شيئًا.
فأقام الرجل تمام السنة، ثم مرض ومات، وخلّف ثمانية آلاف دينار، فعمدت المرأة التي هي ابنة عمه إلى ما يستحقه الولد من التركة، وهو سبعة آلاف دينار، فأفردتها، وقسّمت الألف الباقية نصفين، وتركت النصف في كيس، وقالت للجارية: "خذي هذا الكيس واذهبي إلى بيت المرأة، وأعلميها أن الرجل مات، وقد خلّف ثمانية آلاف دينار، وقد أخذ الابن سبعة آلاف بحقّه، وبقيت ألف، فقسمتها بيني وبينك وهذا حقك، وسلّميه إليها".
فمضت الجارية فطرقت عليها الباب، ودخلت وأخبرتها خبر الرجل وحدّثتها بموته، وأعلمتها الحال، فبكت وفتحت صندوقها، وأخرجت منه رقعة، وقالت للجارية: "عودي إلى سيدتك، وسلّمي عليها عني، وأعلميها أن الرجل طلقني وكتب لي براءة، وردي عليها هذا المال، فإني لم أستحق في تركته شيئًا". فرجعت الجارية فأخبرتها بهذا الحديث.

من حُملت إليه نميمة
جاء في كتاب "الكبائر" للإمام الذهبي رحمه الله أنه قال: من حُملت إليه نميمة لزمه ستة أحوال:
الأول: أن لا يصدقه لأنه نمام فاسق.
الثاني أن ينهاه عن ذلك وينصحه ويقبح فعله.
الثالث: أن يبغضه في الله عز وجل فإنه بغيض عند الله، والبغض في الله واجب.
الرابع: أن لا يظن في المنقول عنه السوء لقوله تعالى: (اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم).
الخامس: أن لا يحمله ما حكي له على التجسس والبحث عن تحقق ذلك، قال الله سبحانه وتعالى: (ولا تجسسوا).
السادس: أن لا يرضى لنفسه ما نهى النمام عنه فلا يحكي نميمته.

"القطاطيب"
يقول المؤرخ عبّاس العزاوي -رحمه الله- إنّه أثناء دراسته على شيخهِ العلّامة علي علاء الدين الألوسي ـ رحمه الله ـ كان معه رجلٌ لازم الشيخ أعوامًا طويلة يدرُس اللغة دون أن يفقه منها شيئًا، وذات يومٍ سألَ الرّجلُ شيخهُ عن معنى كلمة "القطاطيب"!! فعجب الشيخ الألوسي لأنّهُ لم يمر في مطالعاتهِ بهذهِ الكلمة ولَمْ يسمع بها!
فبحثَ عنها في المعاجم دونَ جدوى، وأخيرًا سألَ الرَّجل: وأينَ وجدت هذهِ الكلمة؟ فقال: وجدتها في قولِ الشّاعِر:
ولولا المزعجاتُ من الّليالي
لما تَركَ القطا طيبَ المنامِ
فَضرب الشيخ على رأسهِ وصاح: ويلاه!، أسفي على السنين الّتي أمضيتها في تعليمك وتثقيفك حتّى بلغتَ من أمرك هذا المبلغ!.

جناية الجاهل على نفسه
أرادَ أستاذ في أحد مدارس بغداد أن يختبر تلاميذهُ في الإنشاء، فأمرَ أن يقوم كلٌّ منهم بكتابةِ موضوعٍ إنشائي من بنات أفكاره، وكان قد منحهُم أسبوعًا لِيُتمّوا نصوصهم ثمَّ يعرضونها عليه.
فَعمد طالبٌ جهولٌ منهم إلى صحيفة يوميّة، فنسخَ عنها مقالًا كاملًا وبالحرف الواحد، لَمْ يغادر منهُ حرفًا إلّا كتبهُ كما هو مكتوبٌ في الصحيفة! ظنًّا منهُ أنَّهُ سيتفوق على أقرانه بذلك، ولكن وكما يقول الشاعرُ قديمًا:
لا ينالُ امرؤ من جاهلٍ
ما ينالُ الجاهلُ من نفسهِ
فجاء يومُ الاختبار، فبدأ يلقي مقاله، وتعجَّب أستاذه وزملاءهُ من فصاحة هذا الأحمق الَّذي لَمْ يعرفوه إلّا بليدًا أحمقًا!!
لكنّهُ فضحَ نفسهُ حين ختم مقالهُ بكلمة "واع"!
وجعل أستاذهُ وزملاءهُ يضحكون منهُ ومن جهله! إذ لَمْ يكن يعلم هذا الأحمق أنَّ كلمة "واع" هي مختصر "وكالة الأنباء العراقية"!

القرآن لا يُتلذذ به
كان سفيان بن حسين السُلَمي عالما محدثا من أهل واسط، حدَّث عن الحسن البصري ومحمد بن سيرين وابن شهاب الزهري، وكان حسن الصوت بالقرآن، فاستقدمه المنصور إليه في بغداد وقال له: اقرأ، قال: القرآن لا يُتلذذ به، قال: عالمٌ أنت؟ فسكتَ، فقال له الربيع: أجب أمير المؤمنين، قال: سألني عن مسألة لا جواب لها، إن قلت "لستُ عالمًا" وقد قرأت كتاب الله كنت كاذبًا، وإن قلت "أنا عالم" كنت بقولي جاهلًا. فضمه المنصور إلى المهدي يعلمه، وبقي مرافقًا له حتى توفي في خلافته.

تعلموا الصمت
كان أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه يقول: "تعلموا الصمت كما يُتعلم الكلام، فإن الصمت حكم عظيم، وكن إلى أن تسمع أحرص منك إلى أن تتكلم، ولا تتكلم في شيء لا يعنيك، ولا تكن مضحاكا من غير عجب ولا مشاءً إلى غير حاجة".

مكيالك يُكال لك
رجل فقير كانت زوجته تصنع الزبدة وهو يبيعها في المدينة لأحد البقالات، وكانت الزوجة تعمل الزبدة على شكل كرة وزنها كيلوغرام، وهو يبيعها لصاحب بقالة في القرية ويشتري بثمنها حاجات البيت، وفي أحد الأيام شك البقالة بالوزن، فقام ووزن كل كرة من كرات الزبدة فوجدها 900 غرام، فغضب صاحب البقالة من الفقير، فلما حضر الفقير في اليوم الثاني قابله بغضب، وقال له: لن أشتري منك يا غشاش تبيعني الزبدة على أنها كيلو ولكنها أقل من الكيلو بمائة غرام فحزن الرجل ونكس رأس، ثم قال: نحن يا سيدي لا نملك مثقال الكيلوغرام ولكني اشتريت منك كيلو سكرا وجعلته لي مثقالا كي أزن به الزبدة!!!

أضف تعقيب

ارسل

تعليقات


أذهب للأعلى