فوائد الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم (3)

د. مشهور فواز
آخر تحديث 03/03/2012 09:24

قراءة من كتاب الدّر المنضود في الصّلاة والسّلام على صاحب المقام المحمود، للعلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي )ص173–181)

ما زلنا بصدد استعراض فوائد وأسرار الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم، التي لا يدركها ولا يحيط بأسرارها إلاّ الله سبحانه وتعالى، وكفاها شرفًا وعظمة أنّها ذكر الملأ الأعلى، ففوائدها أكثر من أن تحصى وأشهر من أن تستقصى.
قال الإمام العلامة ابن حجر الهيتمي: ومن فوائدها أنّها سبب لكثرة الأزواج في الجنّة، وأنّها تعدل عشرين غزوة في سبيل الله تعالى وأنّها تعدل الصّدقة، لما رواه ابن حبّان في صحيحه (903) والبخاري في الأدب المفرد (640): "أيّما رجل مسلم لم يكن عنده صدقة.. فليقل في دعائه: اللهمّ صلّ على محمّد عبدك ورسولك وصلّ على المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات.. فإنّها زكاة"، بل وذهب بعضهم إلى أنّها أفضل من الصدقة حتى المفروضة، قال: لأنّ ما افترضه الله تعالى على عباده وفعله هو وملائكته ليس كالذي افترضه على عباده فقط" [انظر: الدّر المنضود، للهيتمي، 174–175].
ومنها أنّ صلاة مئة في يوم بألف ألف حسنة وبمئة صدقة مقبولة وتمحو ألف ألف سيئة، ومنها أنّ صلاة مئة كل يوم سبب لقضاء مئة حاجة، سبعين للآخرة وثلاثين للدنيا، ومنها أنّ صلاة واحدة سبب لقضاء مئة حاجة، ومنها أنّ من صلّى عليه وسلّم مئة مرة في اليوم كان كمن داوم طول الليل والنّهار (الدّر المنضود، للهيتمي، 175–176).
ومنها أنّها أحبّ الأعمال إلى الله تعالى وزينة للمجالس ونور يوم القيامة على الصّراط، وتنفي الفقر ومن أكثَرَ منها يكون أولى النّاس به صلّى الله عليه وسلّم [انظر: الدّر المنضود، للهيتيمي، 176–177] وذلك لما أخرجه الترمذي وقال حسن غريب؛ أنّه صلّى الله عليه وسلّم قال: "إنّ أولى النّاس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة". وأخرج البيهقي في الشعب: "أقربكم منّي يوم القيامة في كلّ موطن أكثركم عليّ صلاة في الدّنيا".
قال ابن حبّان عقب هذا الحديث: وفيه دليل على أنّ أولى النّاس برسول الله صلّى الله عليه وسلّم في القيامة –أي أقربهم منه– أصحاب الحديث، إذ ليس من هذه الأمة قوم أكثر صلاة عليه صلّى الله عليه وسلّم منهم" [انظر: صحيح ابن حبّان 3\193].
وكذا قال غيره: فيه بشارة عظيمة لأصحاب الحديث لأنّهم يصلّون على النبي صلّى الله عليه وسلّم قولا وفعلا نهارا وليلا وعند القراءة والكتابة فهم أكثر النّاس صلاة لذلك، واختصّوا بهذه المنقبة من بين سائر فرق العلماء (الدّر المنضود، للهيتمي، 178).
ومنها أنّ بركتها وفائدتها تدرك الرجل وولده وولد ولده (الدّر المنضود، للهيتمي، 178)، وذلك لما أخرجه الإمام أحمد بإسناد ضعيف في مسنده عن حذيفة بن اليمان (5\400): "الصّلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم تدرك الرجل وولده وولد ولده".
ومنها أنّ أحبّ ما يكون العبد إلى الله تعالى وأقربه إذا أكثر منها (الدّر المنضود، للهيتمي، 178)، ومنها أنّ من صلّى عليه في يوم خمسين مرة صافحه الله يوم القيامة (الدّر المنضود، للهيتمي، 179)، ومنها أنّها طهارة للقلوب من الصّدأ (الدّر المنضود، للهيتمي، 180).
وقد ذكر ابن القيّم منها جملة عُلِمت ممّا مرّ وغيره؛ وهي امتثال أمر الله تعالى وموافقته في الصلاة عليه صلّى الله عليه وسلّم وإن اختلفت الصلاتان، وموافقة الملائكة فيها وحصول عشر صلوات منه تعالى على المصلّي مرة، ورفع عشر درجات له وكتابة عشر حسنات له، ورجاء إجابة الدعاء إذا قدّمها، ورجاء شفاعته بسؤال الوسيلة له وغفران ذنوبه وكفاية ما أهمّه من أمر دنياه وآخرته، وقربه منه صلّى الله عليه وسلّم يوم القيامة، وقضاء حوائجه وصلاة الله وملائكته على المصلّي وطهارته وتبشيره بالجنّة ونجاته من أهوال يوم القيامة، وردّه صلّى الله عليه وسلّم الصلاة والسلام عليه وتأنّسه بذكره صلّى الله عليه وسلّم، وطيب المجلس بذكره، ونفي فقره، ونجاته من الدعاء عليه برغم الأنف ومن إخطائه طريق الجنّة إذا تركها، ومروره على الصّراط وخروجه عن الجفاء ونشر الثناء الحسن عليه بين أهل السماء والأرض، والبركة في ذاته وعمله وعمره وأسباب مصالحه، ورضا الله تعالى عنه، ودوام محبته للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وزيادتها وتضاعفها، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتمّ إلاّ به، ومحبته صلّى الله عليه وسلّم للمصلّي عليه، إذ أقل قليل من حقه صلّى الله عليه وسلّم شكره على النّعمة التي أنعم الله تعالى بها علينا، مع أنّ الذّي يستحقه في ذلك لا يحصى علمًا ولا قدرةً ولا إرادةً.. ا.ه ملخصًا [انظر: جلاء الفهام، ص 334 -335].
نفعني الله تعالى وإيّاكم بالصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولا يفوتنّك أن تكثر من الصلاة والسّلام عليه في هذا اليوم الأزهر، حيث تعرض الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وسِلِ الله تعالى بعدها قضاء حوائجك وحوائج المسلمين أجمعين ورفع الظلم عن المظلومين، وعلى وجه الخصوص أهلنا في الشام، فرّج الله عنهم الكرب، وأزال عنهم الظلم، فإنّ الدعاء بعد الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مجاب بإذن الله تعالى، ثمّ لا تنساني من دعائك إن شئت!! 

أضف تعقيب

ارسل

تعليقات

1
ما أحوجنا للتذكره يادكتور سلمك الله من كل مكروه نقول < حسبي الله وكفى وصلى على النبى المصطفى >
ام انور - 03/03/2012
2
اللهم شفعنا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم صلي على محمد في الاولين وصلي على محمد في الاخرين وصلي على محمد في الملاء الاعلى الى يوم الدين
ام يوسف - 10/03/2012
3
اللهم امين يارب العالمين ارفع الظلم عن المظلومين فى بلاد الشام وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى اهله الكرام
ام انور - 05/04/2012

أذهب للأعلى