الناصرة موحدة للتصدي لليمين الاسرائيلي المتطرف

تقرير: عبد الله زيدان
آخر تحديث 09/03/2012 22:20

من المتوقع أن تنظم عصابة "مارزل – بن جفير" الفاشية بعد غد الأحد تظاهرة استفزازية أمام منزل عضو الكنيست عن حزب التجمع حنين زعبي، وأمام مقرّ مكاتب الحزب في المدينة.
وكان عناصر اليمين قد قدموا طلبا إلى الشرطة، بواسطة المأفونين "إيتمار بن جفير" و"ميخائيل بن ارييه" و"باروخ مارزل" من حركة "أرض إسرائيل لنا"، للتظاهر في الثاني من شباط الماضي أمام منزل زعبي وأمام مكاتب التجمع الوطني الديمقراطي في الناصرة، إلا أن الشرطة في حينه لم توافق على التاريخ، وتقرر تأجيل المظاهرة إلى الحادي عشر من آذار.
وأفاد المحامي رياض جمال -عضو المكتب السياسي للتجمع- أن قائد شرطة الناصرة "شمعون بن شابو" قد أبلغه بأنه سمح للعشرات من عناصر اليمين بالتظاهر يوم بعد غد الأحد، بيد أن قائد الشرطة رفض تحديد المكان والتوقيت، إلا أنه أشار إلى أن موقع المظاهرة سيكون على بعد كيلومتر واحد سواء من منزل عضو الكنيست حنين زعبي أو المقر المركزي للتجمع. ورجح المحامي رياض جمال أن تنظم المظاهرة في ساعات الصباح.
وضمن استعداداتها للحدث أطلقت الشرطة خلال الايام الماضية منطاد مراقبة في سماء مدينة الناصرة وذلك لرصد أية "تحركات غريبة تحسبا لوقوع أي أمر طارئ" كما تزعم.
كما تستعد الشرطة بقوات كبيرة ووحدات خاصة .

الشيخ إيهاب خليل: "هذا الأمر لا يخص زعبي وحدها بل شعبنا بأكمله"
وقال الشيخ إيهاب خليل -مسؤول الحركة الإسلامية في الناصرة- في حديث إلى "صوت الحق": "نحن في غضبٍ شديدٍ بالنظر إلى هذه الزيارة المرفوضة وهذا الاقتحام الإرهابي والعنصري لمدينة الناصرة الموحدة بشعبها وجمهورها الأصيل الذي يرفض العنصرية والفاشية وأهلها وأتباعها ويرفض هذا الاستفزاز لمشاعر النصراويين وكلّ المجتمع في الداخل الفلسطيني".
وأضاف: "إنّ هذا الاقتحام يُعدّ واحدةً من سلسلة اقتحاماتٍ تقوم بها هذه الزمرة العنصرية اليمينية المحرضة على الشعب الفلسطيني، لذلك يجب أن يرفع النصراويون صوتهم وأبناء المجتمع الفلسطيني في الداخل بأننا نرفض هذا الحضور وهذه الزيارة وهذا التواجد لمارزل وزمرته في مدينة الناصرة ويجب أن تكون هناك أصوات تبين هذا الرفض بالاعتصام وفعاليات ضمن ضوابط وأطر بشكل قانوني وحضاري".
وأكّد "إن هذا الامر لا يخص حنين زعبي أو حزب معين إنما هو يخص كلّ النصراويين وكلّ أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل ، لأنه لا يستهدف زعبي تحديدًا، إنما هو أكثر من هذا حيث أنّها خطوة استفزازية".

 حنين زعبي: "معركتنا حول مكانتنا القومية وليس تحصيل حقوق"
 وفي هذا السياق أكدت حنين زعبي أن "المؤسسة الإسرائيلية في سباق سريع ضد الزمن، لكي تعيد ترميم ما فشلت فيه من مشروع تدجين الفلسطينيين ، وإعادة نموذج "العربي-الإسرائيلي" الذي يظن أننا نستطيع أن ننتزع حقوقنا بمعزل عن معركة نضالنا حول مكانتنا وحول علاقتنا بوطننا وبالمشروع الصهيوني".
وقالت: "إن معركتنا ليست فقط مع اليمين الفاشي، بل هي بالأساس معركة على وعينا الوطني، وعلى ملامح الأجيال التي نريدها، بالتالي هي معركة مع الفرضيات المؤسسة للفكر الصهيوني".
واختتمت زعبي قائلة: "أنا ابنة هذا الشعب، هو من أنشأني لأكون صورة صغيرة من كبريائه. ولن أستطيع أن أخذله... نحن نعرف أن للنضال ثمنه، ونحن مستعدون لدفع الثمن، لكن معركتنا هي أن تدفع العنصرية الثمن".

المتابعة: "نحمل المؤسسة الإسرائيلية أية نتائج لهذه المظاهرة الاستفزازية"
وفي السياق أكدت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في اجتماعها المنعقد أمس الخميس أنها ستقف بالمرصاد لقطعان اليمين الفاشي وعلى رأسهم باروخ مارزل وزمرته الذين يعتزمون التظاهر في مدينة الناصرة ضد حنين زعبي والتجمع الوطني الديمقراطي.
وأكدت المتابعة أيضا "أن هذه المظاهرة لا تستهدف الزعبي والتجمع فقط وإنما تأتي في سياق الاستهداف الممنهج لكافة جماهيرنا العربية، خاصة في ظل استفحال المظاهر والممارسات العنصرية والاستفزازية ضد جماهيرنا وقياداتها".
وحملت لجنة المتابعة المؤسسة الإسرائيلية بكافة هيئاتها بما فيها الشرطة والجهاز القضائي الإسرائيلي مسؤولية أي تطورات يمكن أن تنجم عن هذه المظاهرة الاستفزازية والمستنكرة، والتي تفوح منها رائحة العنصرية.
وأعلنت لجنة المتابعة عن تبنيها لقرارات الأطر والهيئات الشعبية والحزبية الفاعلة في مدينة الناصرة، كما دعت الجماهير الفلسطينية في الداخل إلى التصدي لهذه الزيارة لكن مع الحفاظ على ضبط النفس وعدم إعطاء "مارزل" أكثر من حجمه وتوفير الجهود لقضايا أخرى أهم من مارزل وزمرته.

رامز جرايسي: "ندعو للتصدي لهذا الاستفزاز الوقح بكل شجاعة ومسؤولية"
هذا وعبر رئيس بلدية الناصرة المهندس رامز جرايسي، عن قلق وغضب أهل الناصرة من المظاهرة الاستفزازية، حيث عبر جرايسي باسم المجلس البلدي وأهل الناصرة عن استنكاره للخطوة الاستفزازية ورأى فيها مؤشرًا إضافيًا لتصاعد العنصرية في البلاد والتي تجد لها عنوانًا مناوبًا لتفريغ حقدها وعنصريتها من فترة لأخرى.
وحمل رئيس البلدية قيادة الشرطة كل المسؤولية عن نتائج مثل هذا الاستفزاز حيث أن أهل المدينة لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاءه، لان الاستفزاز هو ليس فقط لشخص "حنين زعبي" وإنما ضد كل أهل الناصرة وشعبنا عمومًا.
ودعا المجلس البلدي التيارات السياسية والفعاليات الاهلية والشعبية للتصدي لهذا الاستفزاز الوقح بشجاعة ومسؤولية.
هذا وقد عقد أمس مساء اجتماع موسع في بلدية الناصرة بمشاركة أطراف لجنة المبادرة للجنة الشعبية مع مسؤولي البلدية بحثت فيه سبل التصدي للمظاهرة وآليات مواجهتها.

أضف تعقيب

ارسل

تعليقات


أذهب للأعلى