معركة الأمعاء الخاوية..سلاح الأسرى ضد السجان الإسرائيلي

يخوض الأسرى الفلسطينيون بالسجون الإسرائيلية معركة الأمعاء الخاوية بعد أن شرع بها الأسير خضر عدنان وتواصلها اليوم الأسيرة هناء شلبي معلنة استمرار نضالها ضد سياسات إدارة السجون الإسرائيلية التعسفية بحق المعتقلين بإضرابها المفتوح عن الطعام لليوم الثلاثين على التوالي، ولينضم لها العشرات من الأسرى داخل المعتقلات الإسرائيلية احتجاجا على ظروف الاعتقال التعسفية والمعاملة السيئة الذين يتلقونها من قبل السجان.
ويتضامن الأسرى داخل المعتقلات مع الشلبي، وقد خاض 14 أسيرا بشكل جماعي إضرابا مفتوحا عن الطعام في سجن مجدو، في حين أعلن المعتقلون الإداريون خوضهم الإضراب المفتوح عن الطعام بشكل متدرج.
وأشارت مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان أن حوالي 310 أسيرا إداريا سيشرعون بالإضراب يومي الأحد والخميس من كل أسبوع، لإنهاء ملف الاعتقال الإداري.
خيار وحيد
ومن جانبه، أكد قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني أن خوض الأسرى للإضراب عن الطعام يعكس حقيقة وضع السجون الإسرائيلية، الذي لم يعد يطاق مطلقا، وسببا وجيها ضد سلسة الجرائم التي تحدث بحقهم، وقد أوصلت الأسرى إلى نقطة اللاعودة، فالأسرى لم يعودوا يعولوا على أي جهود سياسة أو دبلوماسية أو حوارات مباشرة مع إدارة السجون الإسرائيلية.
كما وأشار إلى أن سبب لجوء الأسرى إلى سلاح الإضراب عن الطعام لأنهم فقدوا الأمل بإمكانية معالجة الأزمة ضمن سياقات أخرى.
ولم يحدد رئيس نادي الأسير الفلسطيني عددا معينا للأسرى المضربين عن الطعام، وقال إن هناك العشرات من المعتقلين الذين دخلوا الإضراب المفتوح، وهناك تحرك يومي داخل السجون تضامنا مع الأسيرة هناء الشلبي، فالمئات من المعتقلين يخوضون الإضراب تضامنا مع الشلبي بشكل متقطع، وآخرون بادروا إلى إرجاع وجبات طعامهم بشكل كامل كما حدث بالأمس في سجن مجدو.
وأكد فارس على استمرار التحركات السياسية من اجل الضغط على إسرائيل وتغيير موقفها بخصوص قضية الأسرى، وقال "للأسف الشديد يبدو أن إسرائيل تدير ظهرها للعالم، ولا تبدي أي تعاون لإعادة الأوضاع بالسجون لما كانت عليه بالسابق".
إضراب شامل
ونقل عن وكالات الأنباء خوض الحركة الأسيرة داخل السجون الإسرائيلية لأكبر إضراب مفتوح عن الطعام في نيسان القادم.
ونقلت مصادر عن اللجنة الوطنية والإسلامية داخل السجون الإسرائيلية، أن اللجنة اتفقت على وقت محدد خلال الشهر القادم لخوض إضراب مفتوح عن الطعام دون الكشف عن تاريخ محدد لذلك خوفا من أن تقوم إدارة السجون بإفشال مخططهم من خلال إجراءاتها القمعية المتعارف عليها عبر عزل القيادات المركزية للفصائل وكبار الأسرى أو اتخاذ أي خطوات أخرى من شأنها أن تعرقل سير الإضراب".
وأضاف المصدر "إن اللجان الخاصة التي شكلت بدأت بتجهيز القاعدة لمثل هذا الأمر عبر الجلسات ونشرات التوعية الخاصة بهذا الأمر ووضع البدائل المختلفة في حال أقدمت سلطة السجون على أي خطوات من شأنها عرقلة خطة سير الإضراب، كما تم الاتصال من خلال اللجنة المركزية للأسرى بالمحاميين ومؤسسات الدفاع عن الأسرى وبعض الجهات الإعلامية المهتمة بهذا الشأن لإعلامها بالأمر لاتخاذ الإجراءات اللازمة سواء من الناحية القانونية والإعلامية والجماهيرية الداعمة لموقف الأسرى".
وكانت جمعية واعد للأسرى والمحررين في قطاع غزة قد نشرت بيانا أكدت فيه أن الحركة الوطنية الأسيرة اتفقت على ساعة صفر لانطلاق الإضراب، وسيعلن عنها قبل الانطلاق بوقت قصير، ووصف الإضراب بأنه سيكون مفصليا وحاسما حتى يتم تحقيق مطالبهم ومن أهمها إنهاء سياسة العزل الانفرادي وملفات الإهمال الطبي، والزيارات والاعتقال الإداري.
وكانت الأسيرة هناء شلبي قد دعت في رسالة وجهتها للأسرى التمرد على قرارات الاعتقال الإداري وخوض إضرابات مفتوحة عن الطعام.