قبل أن تقلع الطائرة من بريطانيا بلحظات الشيخ رائد صلاح :
- "هذا الملف فتح قضايا الداخل الفلسطيني والقدس والاقصى على مصراعيها"
- "أتاحوا لي الدخول لأنهم طمعوا اسجن في بريطانيا لسنوات طويلة"
- "قلت للعاملة الاجتماعية في السجن : لو كانت قضيتي شخصية لرحلت في اليوم ، لكنني أدافع عن كل مظلوم"
- عن قوى الضغط الصهيونية :" هي تملك قوة الضغط وأنا املك قوة الحق وقوة حقي ستنتصر على قوة ضغطهم"
- عن معنى الفوز :" كان من الضروري أن نحطم جعل انتقاد السياسة الإسرائيلية يساوي انتقاد الصهيونية ويساوي الدعوة إلى الكراهية واللاسامية"
- "لا يعيب الحركة الإسلامية أن تختلف قيادتها ولو كانت في الصف الأول في قضاياها إنها بركة الشورى"
- "ما الذي يميز هذا النصر انه نصر لم يحدث منذ خمسين عاما لإنسان اتهم على خلفية اللاسامية" .
- عن اتصال الأهل لحثه على حضور عرس ابنتيه :" "بناتي نعم ولكن انتم أيضا أهل للبنات فاحدهم قطع المكالمة واخذ يبكي"
- عندما أُحاط بالهموم كنت اتصل بالوالدة أو كنت اتصل بالزوجة طامعا أن اسمع الدعاء
- للاهل في الداخل الفلسطيني :" انتم أحبابنا الذين صبرنا هذه المدة لأجلكم وواجهنا قوى الضغط الصهيونية للحفاظ على حريتكم وعلى رؤوسكم مرفوعة"
- "عدت لنواصل المشوار الذي ما انقطعنا عنه أبدا نصرة للقدس نصرة للمسجد الأقصى نصرة لقضية فلسطين"
- عشرة اشهر في بريطانيا لمقارعة وزارة داخليتها واللوبي الصهيوني ، هل كان الأمر يستحق ؟
الأمر كان يستحق هذه المدة ولو احتجنا مضطرين إلى أن نبقى مدة أطول منها أيضا لاستحق الأمر ذلك ..
- لماذا
لأننا وقفنا أمام مرحلة مصيرية ، هذه المرحلة المصرية أردنا من خلالها أن نؤكد أن خطابنا الذي نحفظ فيه ثوابتنا الإسلامية والعربية والفلسطينية وننتصر فيه لكل هذه الثوابت على صعيد الصمود في الداخل الفلسطيني وعلى صعيد نصرة القدس والأقصى المحتلين ، وعلى صعيد التأكيد على وجوب قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ، وعلى صعيد الدعوة إلى الحرية لكل جماهيرنا العربية والمسلمة في عالمنا العربي والإسلامي ، هذا الخطاب بهذه الروح يجب أن يبقى حرا شرعيا معبرا عن نفسه في كل مكان لا يرضى أن يقع تحت ضغوط مفتعلة من قوى ضغط صهيونية بتهم باطلة كالعنصرية أو الدعوة إلى الكراهية أو اللاسامية ، كان من الضروري أن نحفظ هذا الخطاب ، كان من الضروري أن يبقى هذا الخطاب يتمتع بهذه الحرية التي يجب أن يعبر فيها عن نفسه في كل مكان وزمان سواء كان ذلك في مدينة أم الفحم أو في لندن أو في باريس أو واشنطن أو في أي بقعة من الأرض ، هكذا نحن ، هكذا خطابنا ، كان من الضروري أن من يحاول أن يصادر منا هذا الخطاب أن نقف في وجهه وان نثبت بطلان دعواه وزيف هجومه الظالم علينا وزيف ادعاءاته المضللة ، هكذا كان من الواجب أن نبقى صامدين في هذه المواجهة ولتكن كل قوى الضغط الصهيونية قد اجتمعت علينا ، ولتكن قد وجدت لها دعما من بعض الشخصيات الرسمية البريطانية ، هذا يجب أن لا يضيرنا ، هذا يجب أن لا يدفعنا إلى أن نتبنى سياسة الانطواء على النفس والانطواء في الظل والبراءة من حرية الكلمة لنصرة قضايانا ، أنا أقولها بحمد الله رب العالمين رسمت لنفسي هذه الإستراتيجية ووجدت الدعم الكافي من أبناء الجالية المسلمة في بريطانيا ، ووجدت الدعم الكافي من الحركة الإسلامية بإدارتها وقواعدها ، والحمد لله رب العالمين أحرزنا نصرا كبيرا ، لا أقول لشخصي ولا أقول للحركة الإسلامية ، ولا أقول حتى لشعبنا الفلسطيني ولا حتى لعالمنا الإسلامي ، أحرزنا نصرا كبيرا لكل إنسان حر في الدنيا .
- لكن هذا النصر كان على حساب أمور أخرى كان يحتاجك بها داخلنا الفلسطيني ؟
أنا اعتقد أن هذه الأمور الأخرى التي ما تخليت عنها ، ولن أتخلى عنها كانت هي المحرك الأساس لصمودي الاضطراري في بريطانيا حتى انصر القدس التي لا تزال حبا في إحساسي لا بد أن أؤكد أن القدس محتلة وان من يقول أن القدس محتله قوله شرعي ، وان من يقول أن الاحتلال الإسرائيلي باطل ، قوله شرعي ، وان من يقول أن الاحتلال الإسرائيلي في القدس بلا سيادة فقوله شرعي ، وان من يقول أن هذا الاحتلال الباطل الذي لا يملك السيادة سيزول عن القدس أيضا قوله شرعي ، نفس الشيء كل هذه الأبعاد تنطبق على ضرورة نصرة المسجد الأقصى المحتل ، وتنطبق على ضرورة الكشف عن عبث الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية ، في السجن الذي اسمه غزة المحاصرة ، يجب أن ينطبق هذا الأمر أيضا على خطابنا كفلسطينيي 48 ، عندما نصرخ في كل الدنيا : نحن مجتمع مظلوم ، نحن مجتمع مطارد من العنصرية الإسرائيلية ، هذه الخطابات كانت وقودا إعلاميا وقانونيا وسياسيا للملف الذي عشته ، على العكس تماما ، كانت القدس حاضرة وكان الأقصى حاضرا وكانت قضية الأرض والبيت والمقدسات حاضرة ، وكانت قضية الحرية لفلسطين حاضرة ، وكانت قضية الحرية للإنسان كانسان حاضرة ، وكانت قضية الوقوف أمام العربدة الصهيونية حاضرة ، ولذلك أنا في تصوري الذي احرزناه لا أبالغ إذا قلت هو حقيقة نصر تاريخي كما قالها السفير الفلسطيني في بريطانيا عمانويل حساسيان ، قال بالحرف الواحد في بيان رسمي : النصر الذي أحرزه الشيخ رائد هو نصر لكل فلسطين ، يعني نصر للقدس ، يعني نصر للأقصى ، يعني نصر لكل المقدسات ، للمساجد والكنائس ، يعني نصر لشعبنا الفلسطيني ، ابعد من ذلك ، مرة أخرى أقول هو نصر لكل إنسان .
- لا شك أن القضية الفلسطينية ، يعني قضية القدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية برمتها تهم أهل الداخل الفلسطيني وهي من أولى اهتماماتهم ، لكن في مقابل ذلك هناك قضايا أهل الداخل الفلسطيني بما يعانيه من مصادرة أراض وهدم بيوت وتمييز واضطهاد عنصري وانتهاك مقدساته ، أين تقع هذه الجزئية الصغيرة من القضية الفلسطينية الكبيرة في ملفك ؟
تحدثنا عن معاناة فلسطينيي ال48 في العمق في هذه القضية ، تحدثنا عن الظلم الإسرائيلي الذي يقع علينا كفلسطينيي 48 بالتفصيل وهذا قادنا أن نتناول قضية الأرض والمعاناة وهدم البيوت والنقب والعراقيب وشهداء هبة القدس والأقصى وأسرى الحرية والقوانين العنصرية التي لا تزال تزداد ولا تزال تطاردنا وتهدد وجودنا إلى حد أن البعض من الرسميين في المؤسسة الإسرائيلية بات يدعو صراحة إلى ترحيلنا ولذلك اقولها قضيتي وضعت واقع فلسطينيي 48 على الخارطة بحيث أصبحت معروفة في بريطانيا ، في أوروبا ، أصبحت معروفة لدى كل إعلامي ............
- كيف وأنت ممنوع من الحديث للإعلام ؟
نعم أنا كنت ممنوعا من الإعلام ، هذا كلام سليم ، ولكن ما كنت ممنوعا أن التقي مع الصغير والكبير والسياسي والأديب وحتى الإعلامي بعيدا عن اللقاءات الإعلامية ، ما كنت ممنوعا أن التقي مع الجالية المسلمة والعربية والفلسطينية ، ما كنت ممنوعا أن التقي مع كثير من المؤسسات في دائرة المجتمع المدني البريطاني ، وفي دائرة مؤسسات حقوق الإنسان البريطانية ، ما كنت ممنوعا طوال هذه المدة أن التقي مع شخصيات رسمية مسلمة وعربية على مستوى سفراء وعلى مستوى ممثلين في دوائر هذه السفارات والقنصليات وغيرها ، وبالإضافة إلى ذلك مادة الموقف الذي بنينا عليه استراتيجية الهجوم على قوى الضغط الصهيوني ، هذه المادة كان جزءا كبيرا منها هو الحديث عن فلسطينيي الـ 48 ، لذلك الكثير ممن عرفونا أكدوا لنا أنهم قد استفادوا فائدة أساسا من قضيتي ، وهي التعرف على واقع فلسطينيي الـ 48 ، البعض منهم أكد انه سيزورنا قريبا ، البعض منهم أكد انه سينظم وفودا تشمل شخصيات رسمية أوروبية على صعيد أعضاء برلمان ، وأعضاء لوردات وبارونات وغيرهم ، سيأتون خصيصا كي يزوروا فلسطينيي الـ 48 ، ليتعرفوا على مأساة هذا المجتمع الفلسطيني في الـ 48 ، ولذلك أنا حقيقة لدي اقتراحاتي بعد أن نعود بلطف الله وبحفظ الله إلى لجنة المتابعة ، ما هو الدور الذي يجب أن نعمق أداءه في الساحة الأوروبية ، أو الساحة العالمية إجمالا ..............
- وعلى مستوى الحركة الإسلامية ؟
طبعا وعلى مستوى الحركة الإسلامية ...
- يعني للحركة الإسلامية كانت مواقف من مؤسسات المجتمع المدني والعلاقة مع المجتمع الأوروبي الرسمي ، على الأقل إن لم تكن مواقف معلنة كمواقف للحركة لكن في أدبيات الحركة كان هذا الكلام موجودا ، هل افهم أن للشيخ مراجعات في هذا الأمر ؟
أبدا لا يوجد مراجعات وكأننا كنا في الماضي نرفض الارتباط مع المؤسسات العالمية الغربية للحديث عن واقعنا الفلسطيني ، أو واقعنا العام ، نحن كنا ولا زلنا نؤكد ولم يتغير هذا الموقف نحن نرفض أي دعم لمشاريعنا ولمؤسساتنا يؤدي إلى فرض مواقف علينا من الآخر وهو الجهة الداعمة ، نرفض هذا الشيء مبدئيا حتى لو عشنا في حالة من الجوع نرفض هذا الشيء ، ولكن هناك شيء آخر ، وهو أن نلتقي مع الجميع ، نقول لهم بالحرف الواحد نحن لا نريد منكم دعما ماليا ، نريد أن نُسمعكم ، نريد أن تعرفوا من نحن ، لماذا نحن مظلومون ، أين حقيقية شعاراتكم التي ترفعونها لنصرة المظلوم والضعيف والمطارد والمهدد في أرضه وفي بيته وفي مقدساته ؟ هذه الأبعاد أنا على قناعة أننا كلجنة متابعة علينا أن نقوم بها ، والحركة الإسلامية سيكون لها دورها كجزء من لجنة المتابعة في هذا الاتجاه بهدف أن نعطي البعد العالمي لقضايانا .
طالما تحدثنا من شدة الألم فوجدنا الباب مغلقا في جانب المؤسسة الإسرائيلية ، وجدنا أذنها صماء ، بل على العكس تماما سمعت فاشتد ظلمها ، وأكثرت من قوانين المطاردة ضدنا وشرَّعت الظلم وما تزال تشرِّع ، ماذا يعني ذلك ، هذا يعني أننا يجب أن نعطي البعد العالمي لقضايانا لنبني نسيجا من العلاقات ، لنحسن صناعة قوى ضغط عادلة حرة إنسانية لنصرة قضايانا ، نعم بلا تردد أقولها لنبني قوى ضغط على سياسة المؤسسة الإسرائيلية وعلى ظلمها وعلى نهج الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يزال يؤدي الدور القبيح لضرب الجذور لضرب التاريخ لضرب المؤسسات لضرب الإنسان لضرب الطفولة في القدس تحت شعار التهويد ، في الضفة الغربية تحت شعار بناء المستوطنات ، في غزة تحت شعار الحصار لأهل غزة ، هذا الدور يجب أن نقوم به علانية ، وأقولها بوضوح هناك الكثير من الأحرار ، إن كان في بريطانيا أو كان في الدائرة الواسعة للبعد العالمي يرحبون سلفا بنا وبدورنا ، وكان هناك حديث معي ومع غيري في هذا الاتجاه
- عود إلى بدء ، كثيرون هم الذين ابعدوا أو منعوا من دخول عدد من الدول الأوروبية كفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول ، لكنهم لم يختاروا الطريق الذي اخترت أنت في هذه المقارعة الطويلة ، عادوا أدراجهم أو لم يأتوا مطلقا من الأساس ؟
أولا أنا اعذرهم لعل الظروف التي عاشوا فرضت عليهم الموقف الذي اختاروه لذلك أنا اعذرهم سلفا ولكن أنا ما كنت اعذر نفسي لو اخترت الطريق الذي اختاروه لأنني اعرف أنني املك القدرة على المواجهة والصمود وقلب السحر على الساحر حتى النهاية ، وقد اخترت هذه الإستراتيجية كي أقولها بالحرف الواحد إن الذي يظن أن قوى الضغط الصهيونية تملك الحقيقة لوحدها ، هو مخطئ ، والذي يظن أنها معصومة هو مخطئ ، والذي يظن أنها فوق النقد هو مخطئ ، هي لا تملك الحقيقة وهي ليست معصومة ، هي لها ممارستها الظالمة ويجب أن نضعها على طاولة التشريح ويجب أن نشير بإصبعنا الواضحة على كل عيوبها كقوى ضغط صهيونية ولذلك حقيقة أنا وجدت أن هذه الأبعاد لا يجوز أن انتظرها من غيري بل يجب أن أقوم بها أنا خصوصا وأنا املك كل المؤهلات التي تساعدني على أداء هذا الدور :
أولا التلاحم الكبير الذي وجدته مع الجالية المسلمة ، التلاحم الكبير الذي وجدته مع الجانب الحر المشرق من المجتمع الأوروبي عامة والبريطاني خاصة وحتى بعض المفكرين من أمريكا الذين كانوا على تواصل معنا مثل نوعم تشومسكي ، وجدت هذا الدعم والتواصل من جماهيرنا الفلسطينية في الـ 48 ، من الحركة الإسلامية ، من أسرتي من أمي من زوجتي من أبنائي من بناتي كلهم دعموني في هذا الموقف ، وحقيقة البعض كان مترددا ، لكن بعد فترة من سيرنا في هذا الملف الكثير بدأ يقتنع أننا اخترنا الموقف الصحيح بتوفيق الله سبحانه وتعالى ، وبعد لن أحرزنا بفضل الله النتيجة التاريخية التي أحرزناها الكثير قال : حقا كان هذا الموقف بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ..
- شيخ انت عندما سافرت إلى بريطانيا نهاية حزيران ، سافرت تحمل رسالة حضارية تخاطب من خلالها نخبة المجتمع البريطاني ومن خلال هذه النخبة تخاطب المجتمع البريطاني برمته ، كان مخططا لك محاضرة في مجلس العموم البريطاني صبيحة الأربعاء وأنت اعتقلت مساء الثلاثاء وكان مخططا أيضا لقاءات إعلامية مع كبرى وسائل الإعلام البريطانية لشرخ القضايا التي تحدثت عنها ، ما هي المصلحة البريطانية من كل هذا الذي جرى لماذا اعتقلوك ؟ لماذا حاولوا أن يمنعوك ؟ ما مصلحة بريطانيا الدولة من وراء كل ذلك ؟
سؤال جميل ولا بد من التفصيل ، عندما نقول ما مصلحة بريطانيا يجب أن نحدد أبعاد هذا المصطلح ، هناك الجماهير الفلسطينية ، هناك الجماهير البريطانية هناك الحكومة البريطانية هناك وزارة الداخلية بشكل خاص ، هناك وزيرة الداخلية بشكل اخص وسأقول لماذا ، الجماهير البريطانية التي عرفت الحقيقة رأسا انحازت لصالحنا بإنصاف وبعدل وبحرية وهنا اذكر على سبيل المثال رئيس نقابة تسمى "يونايت" في احد المرات كان لنا لقاء مع النشطاء السياسيين والإعلاميين في بريطانيا فكانت كلماته قصيرة جدا قال : "نحن معكم ، نقابتنا تمثل 4 ملايين بريطاني كلنا معكم في قضيتكم " وغيره الكثير من كتاب ومن رجال دين ومن سياسيين حتى من سياسيين رسميين وقفوا معنا
- كعضوة مجلس النواب التي تحدثت أمس (الاحد) في مهرجان وداعك في لندن ..
البارونة جيني تونغ وغيرها الكثير وقفوا معنا ، الآن على مستوى الحكومة البريطانية أنا أقول لك بمنتهى الصراحة البعض منهم كان منزعجا جدا مما وقع عليّ وقالوا ذلك في ...
- لم نسمع عن ذلك .... ؟
تماما قالوا ذلك في دوائر خاصة ، أنا على يقين من ذلك واعني ما أقول ، قالوها : نحن نعاني من اتصالات كثيرة تتساءل وتستنكر ما وقع على الشيخ رائد ، وهذا كله بسبب موقف متسرع وغير سليم من وزيرة الداخلية ، ابعد من ذلك حتى بعض مستشاري وزيرة الداخلية كانوا سلفا قد رفضوا هذا الإجراء عندما استشيروا وقالوا للوزيرة : أنت تتخذين خطوة لا تثبت أمام التمحيص القانوني ونصحوها أن لا تستعجل ، ولكنها رفضت الاستماع إلى هؤلاء المستشارين ، الآن وزيرة الداخلية أنا على يقين أنها لو تمهلت وعرفت الحقيقة كما هي ، ليس كما نقلت لها المعلومات المضللة أظن أنها ما كانت لتتخذ هذه الخطوة ، ما كانت لتسمح لنفسها أن تتحول إلى أداة تنفيذ طيعة بيد قوى الضغط الصهيوني ، لذلك أنا شخصيا كمسلم فلسطيني ، أنا لا اعرف الحقد على احد ولو الكراهية ، وأنا لا احقد عليها ، أنا أدعو لها بالخير والهداية وأتمنى عليها أن تتعلم الدرس وان تعرف أن الحقيقة فوق كل قوى الضغط الصهيونية لان الحقيقة حجة على الجميع .
- الحركة الإسلامية في بيانها الأول في أعقاب اعتقالك وصفت الاعتقال انه قرار صهيوني بتنفيذ بريطاني ..
هذه حقيقة مرة ، لا يمكن لأي إنسان يدرس الملف ...
- يعني في هذه الجزئية فقط تتمة للسؤال ، صحيح أن اللوبي الصهيوني في بريطانيا لوبي قوي لكن هل تعتقد أن للمؤسسة الإسرائيلية ضلع في هذا القرار ؟
لا شك في ذلك ، هناك القرائن الكثيرة التي تؤكد بان ملفي تم نسجه من خلال مؤسسات رسمية إسرائيلية ، وتم تمريره من خلال قوى ضغط صهيونية وتم تنفيذه من خلال وزارة الداخلية البريطانية ، قرائن كثيرة جدا تؤكد ما أقول ، يعني يكفي أن أقول أن حيثيات التهم الباطلة وزارة الداخلية البريطانية أخذتها جاهزة من المؤسسة الإسرائيلية على اعتبار أنها عبارة بنود حوكمتُ عليها في المحاكم الإسرائيلية أو سأحاكم عليها لاحقا في المحاكم الإسرائيلية ، أو بعض الأقوال والمقالات وقصائد الشعر التي ظنوا أن بإمكانهم أن يزيفوا فيها وتمشي الأمور بعد تزييف هذه القضايا ، كل هذا النشاط الذي قام به أطراف إسرائيلية ، هناك أدلة ساطعة بهذا الشيء ، هناك أوراق تثبت ذلك مائة بالمائة وتثبت أن هذه الأوراق صدرت عن وزارات إسرائيلية ، هذا تفصيل واضح جدا ، يعني من المضحكات المبكيات في هذه القضية تحديدا أن الذين حاولوا أن يترجموا من العبرية إلى الانجليزية لنسج هذه التهم الباطلة ، وقفوا عند كلمة معروفة بالعبرية وهي "الوهيم" وتختصر في الكتابة العبرية في بعض الحالات بكلمة هـ (ה') كيف ترجموها ، في الأصل كلمة الله في اللغة الانجليزية غاد ( GOD ) فإذا أردنا أن نختصرها نضع الحرف الأول منها إلا أنهم حتى هذه الترجمة نسوا فوضعوا (ה') وكأنها نقل عن المصطلح العبري ، هذا نموذج على هذه القرائن ، وهذا ليس الوحيد هناك أمور أكثر وأوضح ، فواضح جدا أن المطاردة التي أعيشها في الداخل الفلسطيني كجزء من مطاردة كل جماهيرنا الفلسطينية وقياداتنا الفلسطينية تواصلت معي وأنا في بريطانيا .
- طيب هذه المطاردة هل تعتقد أنها ستلاحقك في سفرياتك القادمة بالذات بعد الفوز الذي حققته ، يعني صمود لعشرة أشهر لا اعتقد أن أحدا مستعد أن يفعله إلا إذا كان يريد أن يهاجر إلى الدولة المعنية أما أنت فكان صمودك بهدف العودة وليس بهدف البقاء ، ألا يعتبر ذلك ضوءا احمر للمؤسسة الإسرائيلية يحذرها من الاستمرار في ذلك ؟
للأسف المؤسسة الإسرائيلية تعاني من عقدة الغرور ولا تتعلم من أخطائها ، بالعكس غرورها سيدفعها أن تفكر كيف تنتقم من النصر الذي أعاننا الله واحرزناه في قضيتي في بريطانيا التي هي عبارة عن مشهد لنصر مؤزر أولا على المؤسسة الإسرائيلية ، ثم على قوى الضغط الصهيونية ، أنا ليس بيني وبين وزارة الداخلية البريطانية أي خصومة شخصية حتى أقول انتصرت على وزارة الداخلية البريطانية ، هو قرار مندفع من وزارة الداخلية ، جاءت رسالة من قبل ما تعرف بـ "منظمة امن المجتمع" وهي منظمة صهيونية في بريطانيا ، طالبت بترحيلي ومنعي من دخول البرلمان ومنعي من إكمال نشاطاتي التي كانت معدة في أيام قادمة ، وزيرة الداخلية بدل أن تفكر في فحوى هذا الطلب ، بعد 17 دقيقة بالضبط أصدرت قرارا بترحيلي خارج بريطانيا ..
- طيب شيخ .. أنت سافرت يوم السبت واعتقلت يوم الثلاثاء ، يعني كان لديك وقت (وفعلتَ) لإلقاء محاضرات من ضمنها كانت محاضرة في مجلس العموم البريطاني لدى مجموعة صغيرة يوم الاثنين من البرلمانيين ، وكان مخطط محاضرة لمجموعة كبيرة في اليوم التالي لاعتقالك وهو الأربعاء ، سؤالي : لماذا لم تبعد من المطار مباشرة ؟
هذا سؤال في غاية الأهمية يجب أن يقف الجميع عند الجواب ، كان المخطط ضدي كالتالي أن يسمح لي بإلقاء محاضرات في اليوم الأول وفي اليوم الثاني وفي اليوم الثالث ، لماذا ؟ كانوا يطمعون خلال محاضراتي أن أصرح بجمل تدينني مباشرة تحت بند العنصرية أو الكراهية أو اللاسامية ، كانوا يطمعون عندها لا أن ابعد فقط بل أن أحاكم مباشرة في المحكمة البريطانية وان أدان وان اسجن في السجن البريطاني وقد يكون السجن سنوات طويلة لا أتصور ما هو الرقم الآن ولكن تابعونا صوروا كل المحاضرات التي كانت في لندن والتي كانت في مانشستر ، أنا ما كنت اعرف أنني تحت هذه الرقابة الراصدة لكل كلمة تخرج من فمي ، ولكن الحمد لله خطابي خطاب عادل ، خطاب حق خطاب حرية ، ما وجدوا أي شيء ، فلما وصلوا إلى هذه القناعة ، أنا الآن أقولها أنهم وجدوا أن إبقائي أكثر من يوم أو يومين سيفرض أمرا واقعا لا يستطيعون بعدها أن يقولوا نريد أن نعتقله أو نريد أن نرحله ...
- لم تتسلل كما ادعوا ؟
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أنا دخلت المطار كما يدخل كل إنسان في العالم إلى أي مطار في العالم ، هم عندما تبين لهم انه لا يوجد أي تصريح مرفوض في خطاباتي وجدوا أنهم في حساباتهم انهم لا بد أن يعتقلوني لترحيلي ، لذلك أنا كنت في مانشستر ، من الذي بدأ يطنطن في الإعلام أن الشيخ رائد مطلوب للشرطة البريطانية لترحيله ، صحف موالية لقوى الضغط الصهيوني كالديلي ميل ، قيل لي وأنا في مانشستر أن الصحف تكتب كذا وكذا فضحكت وقلت هذا شيء مستهجن لم اسمع بأي كلمة من قبل الشرطة البريطانية ، من مانشستر عدت إلى الفندق في منتصف الليل تفاجأت وإذ بقوة من الشرطة تقف عند باب غرفتي ، دخلوا معي إلى غرفتي ، تكلموا معي ، ما فهمت ماذا قالوا قلت لهم بالكلمات الصعبة التي اعرفها ، أنا لا أتكلم الانجليزية ، حاول الدكتور حسن (د.حسن صنع الله الباحث في مركز الدراسات المعاصرة ) أن يساعدني بالترجمة فرفضوا أنا لم املك إلا الضحك في تلك اللحظات ، بدأت اضحك .
- لكن شيخ كان قبل ذلك ، قبل سفرك حتى وأنت ما تزال في بلدك في أم الفحم ، كانت حملة تحريض كبيرة جدا من اللوبي الصهيوني رافقتك هذه الحملة منذ اللحظة التي دعيت بها وأعلن عن برنامجك في بريطانيا وحتى لحظة وصولك وخلال وجودك في بريطانيا ، الم يكن من شأن ذلك أن يضيء أمامك ضوءا احمر ؟
بالعكس هذا التحريض كان من شانه أن يعزز لدي إصرارا في السفر إلى بريطانيا وإلقاء المحاضرات كما رتب لنا برنامجها ، كان من الضروري أن نتحدى هذا التحريض وان نعتبره من وراء ظهورنا وسافرنا على هذا الأساس ولذلك مرة أخرى أقول هم ظنوا أنني عندها اعتقل سأبادر من نفسي طواعية وأقول لهم أريد العودة بعد ليلة اعتقال ، كانوا يظنون أنني سأعتقل ليلة الأربعاء وأسافر يوم الخميس أو الأربعاء ، فوجئوا عندما قلت لهم : أنا لن اخرج طريدا مرحلا من بريطانيا أنا سأطعن في كل هذا الادعاء فوجئوا عندما دخل محاميان إلى مكان المعتقل الذي كنت فيه في ليلة الاعتقال وأعطيتهم توكيلا مني للطعن في اعتقالي وترحيلي ، اسقط في أيديهم فنقلوني إلى مطار هيثرو حيث هناك يوجد معتقل بجانب المطار ..
- للمرحلين
نعم للمرحلين وبقيت في إحدى غرف السجن بقيت حوالي أسبوع ، هم ظنوا أنني قد أراجع حساباتي واطلب أن ارحل ، قلت للمحامين : أنا سأبقى حتى النهاية وسأواجه حتى النهاية ، عندما عرفوا هذا الموقف ، عرفوا أنهم لا يمكن أن يرحلوني هكذا بالقهر ورغم الأصول القائمة في القانون البريطاني لا يمكن أن يخالفوا هذه الأصول عندما عرفوا ذلك ، كان في تفكيرهم نقلي إلى سجن ابعد بأجواء اشد قد يدفعني أن أقول نعم الآن أريد أن أعود ، فنقلوني الى سجن "بدفورد" في داخل السجن حاولوا ان يقنعوني أن ارحل ، إحدى العاملات في السجن جاءت في احد الأيام وقالت لي وراءك زوجة ووراءك أبناء لماذا تريد أن تبقى قلت لها : لو كانت قضيتي شخصية لغادرت بريطانيا ..........
- هذه عاملة اجتماعية ؟
نعم العاملة الاجتماعية في السجن ، لو كانت قضيتي شخصية لرحلت في اليوم الأول من اعتقالي ، لكن أنا اعرف أنني لا أدافع عن نفسي الآن ، أنا أدافع عن كل مظلوم ، أو كل من سيظلم في المستقبل بسبب قوى الضغط الصهيونية ، يجب ان أواجه قوى الضغط الصهيونية انتصارا لكل المظلومين ، فقالت لي : ولكن قد يطول مكوثك في السجن فقلت لها : فليكن ، من قال أنني قد تذمرت بسبب مكوثي في السجن أنا لم أتذمر ، وأسرتي ستصبر هي قد اعتادت على سجوني فقالت لي ولكن ستخسر تذكرة الطائرة ، قلت لها فلنخسر من قال أنني مهتم لتذكرة طائرة ، فالحمد لله بقيت في السجن ، كانت هناك محاولة في البداية لإخراجي من السجن بكفالة ، القاضي الذي نظر أول مرة بطلب كفالتي طلب أن أبقى في السجن ...
- شيخ تحديدا في هذه النقطة ، وأنت تجيبها هذه الإجابات هل كنت تستشعر حقيقة انك تمثل أهل الداخل الفلسطيني وقضاياهم وتستشعرهم في ذهنك ووجدناك والقدس الشريف والأقصى والقضية برمتها ، أكنت تستشعر وأنت تجيبها هذه الإجابات بأنك تنوب عن شعب وقضايا شعب ؟
بكل اعتزاز ابعد من ذلك ، أنا كنت استشعر أنني امثل كل إنسان حر في كل الأرض يرفض ان يخضع لقوى الضغط الصهيونية ، يصر أن يحفظ حريته وكرامته ويحفظ حرية التعبير وإبداء الرأي والتفكير في كل القضايا ، لا يوجد شيء اسمه محرمات في تفكير الإنسان ، انا كنت استشعر أنني نعم سأتحمل في هذا الاتجاه المعاكس مائة بالمائة لقوى الضغط الصهيونية في بريطانيا وفي كل العالم ، ومع ذلك قلت لا بد من المواجهة ، هي تملك قوة الضغط وأنا املك قوة الحق وقوة حقي ستنتصر على قوة ضغطهم ، هذه كانت قناعتي .
- لو ذكرت في نقاط الفوائد المتحصلة من الفوز في هذا الملف ؟
لا أبالغ إذا قلت أنني بعد أن أكرمنا الله بالفوز التاريخي في قضيتي أنا اجتهدت أن أسال الكثير من أبناء الجالية المسلمة من البريطانيين هذا السؤال : ما هي الفوائد التي حققناها بعد عشرة أشهر ؟ أنا سجلت أكثر من أربعين ملاحظة تصب كلها كفوائد في هذا الاتجاه ، وكتبت كل هذه الفوائد ، وستكون جزءا من كتابي إن شاء الله تعالى عن هذه القضية ، ولكن على عجالة أقول : أولا : نحن أكدنا أن لنا الحق الكامل بتوجيه النقد إلى السياسة الإسرائيلية والى السياسة الصهيونية إذا أخطأت لنا الحق ان نقول أخطأت واذا ظلمت لنا الحق أن نقول ظلمت ، اذا أجرمت لنا الحق أن نقول أجرمت ، هذا لا يعني أن قولنا هو عنصري أو كراهية أو لاسامية ، لا يوجد شعب فوق النقد ولا يوجد تاريخ شعب فوق النقد ، ولا أخطاء شعب فوق النقد ، هذا الأساس الأول الذي اصريت عليه وأثبتته المحكمة وأعطته البعد الشرعي أنا في تصوري هذا من أهم الثمار التي حققتها ، لنتصور لو أنني عدت إلى بلدي وظل الاعتبار أن الشيخ رائد لأنه يقول القدس في خطر فهو عنصري ولأنه يقول ان الأقصى في خطر هو عنصري ، ولأنه يقول احتلال الإسرائيلي فهو يدعو إلى الكراهية ، لأنه ينتقد سياسة المؤسسة الإسرائيلية ويعتقد ان الاحتلال الإسرائيلي باطل فهو لا سامي ، لو ظلت هذه المفاهيم الظالمة في ملفي وأنا عدت إلى بيتي لتحولت إلى معاناة ليس ضدي بل ضد كل إنسان حر في الدائرة العالمية ، ضد كل مسلم وعربي وفلسطيني ، كان من الضروري أن نحطم هذه المحاولة وهي جعل انتقاد السياسة الإسرائيلية يساوي انتقاد الصهيونية يساوي الدعوة إلى الكراهية واللاسامية ، كان لا بد أن نحطم هذه المحاولة وأقولها بكل فخر واعتزاز لا لنفسي لكل من يؤمن بحرية الكلمة والتفكير السليم نجحنا في ذلك .
- قسم من قيادات الداخل الفلسطيني كانوا يناشدونك بالعودة بعد الشهر الأول والثاني وقسم منهم اصدر بيانات وقسم منهم اتصل بك هاتفيا ، كيف كنت تستشعر هذه الاتصالات والبيانات وأنت تستشعر كل هذا الذي تحدثت به ؟
لا شك هذه الاتصالات الهاتفية معي أو إصدار البيانات التي دعت إلى عودتي سمعته أو قرأت عنه ، ولا شك أنها أربكتني وجعلتني في لحظات ما مترددا ، بل في لحظات ما كنت قد حزمت حقائبي للعودة ، حقيقة أكثر من مرة حزمت حقائبي للعودة ولكن لقولها بكل تجرد كان هناك تدخلا ربانيا أن استمر وان أبقى ، وفي لحظات ما كنت قد قطعت تذكرة للعودة وتحددت العودة في يوم سبت ، وجاء إخوة من الداخل الفلسطيني لمرافقتي حتى أعود وكنت على وشك أن أعود ولم يبق لعودتي إلا يومان فوقع تدخل ، أقول تدخل رباني وبقيت وظل الأمر على هذا الحال ، كانت هناك بيانات ومكالمات بطبيعة الحال انا قلت لهم دائما أنا اعتبر متابعتي لهذه القضية وكأنني الان على سطح الحلواني في القدس وكأنني الآن في وادي الجوز وفي سلوان والشيخ جراح وفي العراقيب ، كأنني هناك واعني ما أقول لو تعرفون جذور ملفي لوافقتموني مائة بالمائة .
- على مستوى الحركة الإسلامية ، يعني لا شك أن الحركة الإسلامية دعمت الموقف منذ بدايته حتى نهايته لكن ليس سر ا انه كان هناك تباين في مواقف الصف الأول للحركة الإسلامية في هذا الشأن ، كيف تعاملتم مع الأمر ؟
هذا أمر طبيعي جدا ، طبيعي أن يحدث تباين في وجهات النظر وصحي جدا ان يحدث ذلك ، العكس هو غير الصحي ، لا يعيب الحركة الإسلامية ان تختلف قيادتها ولو كانت في الصف الأول في قضاياها ، ويكون أراء مختلفة متعددة بين موافق وغير موافق لا يعيبها ، هذا من قوة الحركة الإسلامية وأنا كتبت من ضمن ما كتبت إحدى الدروس التي تعلمتها في هذا الملف تحديدا بركة الشورى ، بين موافق وبين معارض ، من الذي حسم الأمر انه مبدأ الشورى فكانت بركة هذا الدور بنصر لا أقول نصرا جانبيا ، بل نصر مؤزر بكل معنى الكلمة ، فالذي يقرأ الملف ويقرأ فيما بعد القرار الأخير المكون من 29 صفحة الذي يقرأ حيثيات القرار ثم تلخيصات هذا القرار سيقف على وضوح ما أقول ، النصر كبير تاريخي غير مسبوق تماما مثلما قالت البارونة "جوني تونغ" في كلمتها في الاحتفال الذي أقامته الجالية المسلمة في المنتدى الفلسطيني قالت :"ما الذي يميز هذا النصر انه نصر لم يحدث منذ خمسين عاما لإنسان اتهم على خلفية اللاسامية" .
- سؤال على المستوى الشخصي : زوجت ابنتيك وأنت خارج البلاد وزوجت إحداهن وأنت في السجن كيف تلقيت هذا الأمر
صعب جدا ، من يظن أن هذا الأمر شيء بسيط ..
- تم تأجيل الزفاف مرتين
صعب صعب جدا ويحدث عند الإنسان نوع من التأنيب الداخلي وقد يتحول هذا التأنيب إلى صراع داخلي ومرت في حياتي لحظات كان يدور في داخلي سؤال إلى أين سأصل في هذه القضية الأسرية تحديدا خصوصا في البدايات عندما كنت اسمع طلب أمي أن أعود للمشاركة في عرس البنات رقية ومريم ولا شك دائما كنت أتسلح بالدعاء كنت أقول : " اللهم اختر لي ولا تخيرني وأرضني بما اخترت لي " ثم تركت أمر الاختيار أن يأتي بقدر من الله تعالى ، الآن عندما تأجل العرس هذا زاد من التأنيب في داخلي مرة أخرى قلت ما الذي افعله أنا ؟ لماذا احمل تبعات همومي للآخر للبنت أو لزوجها أو للام أو لزوجتي لماذا؟ ولكن مرة أخرى أقول كانت الموازنات صعبة ولم تكن شخصية ولو كانت شخصية لحسمت الأمر ولعدت فورا ولكن أمامي في كفي أسرتي وفي كفي الثاني هذا التغول الصهيوني الذي يجب أن نردعه في موقف صارخ يضع سابقة تؤكد أن هذا التغول الصهيوني قابل أن يتم كبحه بشكل قوي جدا .
حقيقة في لحظات ما عندما اقترب عرس البنات اتصل بعض الأقارب وسألوني هل بالإمكان أن أعود فاذكر أنني قلت لأحدهم : "بناتي نعم ولكن انتم أيضا أهل للبنات فاحدهم قطع المكالمة واخذ يبكي .
في يوم العرس كنت متفقا مع الزوجة قبل أن تخرج البنات من بيتنا إلى بيت الزوجية أن اتصل وأهنئ البنات ولكن لا ادري لماذا اختلطت عليّ الأمور تأخرت بالاتصال فاتصلت بعد ان خرجت البنات ، فالزوجة شعرتُ أنها سكتت عندما سألتها أين البنات أريد أن أتكلم مع البنات شعرت أنها سكتت ، شعرت أن هناك شيئا غير طبيعي ، بعد ذلك تبين لي بعد أن التقينا بعد أسابيع أنها كانت في حال حزن شديد كادت أن تبكي فتماسكت وتجلدت فسكتت لفترة ثم قالت ....
- حتى لا يبح صوتها
حتى لا اكتشف حالها فعادت وقالت لي خذ الرقم واتصل غدا ، البنات الآن الحمد لله في بيت أزواجهن ، عندما اتصلت بالبنات خفت أن يكون هناك حال لا أسيطر عليه أن ابكي ا وان تبكي البنات ولكن الله تعالى أعانني وسيطرت عليه ، اتصلت بوالدتي حتى اطمئن على حالها ففرحت جدا عندا قالت لي لقد تم العرس كأنك موجود وزيادة ، اطمأننت أكثر بعد أن تم العرس بأسابيع تغير خطاب الوالدة أصبحت تقول لي : بدأت بخطوة كمل اطمأننت لموقف الزوجة تمام الاطمئنان عندما كانت تدعو لي بالصبر في هذا الموقف أيضا اطمأننت إلى موقف الأبناء فهذه الدائرة التي ظن البعض أنها قد تكون مدخلا ضعيفا عليّ
- كانت وقودا
كانت نعم وقودا من الدعم والتشجيع وحقيقة كنت دائما عندما أحاط بالهموم كنت اتصل بالوالدة أو كنت اتصل بالزوجة طامعا أن اسمع الدعاء ، فكانت الوالدة دائما تقول لي اسأل الله أن تعود مرفوع الرأس فكنت أقول انتصرنا بيقين وكانت الزوجة تؤكد نفس الدعاء : اصبر فأنت في موقف ستحاسب عليه من قبل الجميع ، ليس موقف ربح وخسارة شخصية أيضا كنت أقول انتصرنا ، بعض الأهل الذين زارونا في البيت وتعرفوا عن قرب على ملفي قالوا لي تغير رأينا اصبر حتى النهاية وهكذا .
- سؤال أخير . اهلك ومحبوك وجماهيرنا في الداخل المشتاقون لك ماذا تقول لهم ؟
أنا أقول لهم انتم أحبابنا الذين صبرنا هذه المدة لأجلكم وواجهنا قوى الضغط الصهيونية للحفاظ على حريتكم وعلى رؤوسكم مرفوعة وللحفاظ على حقكم في حرية الكلمة وفي حرية التفكير وحرية التعبير وحرية مواجهة الظلم والاستبداد وحرية الكشف عن الوجه القبيح للاختلال الإسرائيلي وحرية الكشف عن مثالب السياسة العنصرية الإسرائيلية ضدنا ضد شعبنا الفلسطيني ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا أنا ما نسيت أن هناك أرضا تصادر لنا ولا بيوتا تهدم ولا عراقيب تهدم ولا مقابر تجرف ، ما نسيت أن هناك سجينا وسجينة خلف القضبان وهناك أم شهيد ووالد شهيد لا يزالون يحملون ذكريات الشهيد حتى الآن ، ما نسيت أن لنا أرضا اسمها الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية عكا ويافا وحيفا واللد والرملة ، ما نسيت أن لنا مشوارا دعويا نحو التغيير وترسيخ القيم في داخلنا الفلسطيني ، ما نسيت ان لنا مؤسسات يجب أن نؤازرها ونناصرها ، بداية من لجنة المتابعة إلى كل مؤسساتنا في الداخل الفلسطيني ، أنا ما نسيت كل ذلك ، أنا حملت هموم هذه العناوين كي أكون نعم السفير الأمين النائب عنهم في خطابي وفي مواجهتي وفي التحدي الذي تبنيته ، لذلك ها أنا ذا أعود إليه مؤكدا لهم أن الله اعانني كي انتصر لهم كي انتصر لحقوقهم وكي انتصر لصمودهم وكي انتصر لجذورهم التي تمتد في عمق أرضنا في عمق تاريخنا في عمق حضارتنا في عمق حاضرنا ومستقبلنا ، ها أنا ذا أعود لأقول لهم كنت جنديا وسأبقى جنديا اعمل على خدمة جماهيرنا الفلسطينية في الداخل الفلسطيني ، على خدمة الصغير والكبير وعلى خدمة كل قضايانا بدون استثناء لكل مجتمعنا الفلسطيني بكل تعددياته السياسية والدينية بدون استثناء ، عدت لنواصل المشوار الذي ما انقطعنا عنه أبدا نصرة للقدس نصرة للمسجد الأقصى نصرة لقضية فلسطين رفعنا شعارا ولا زلنا نؤكده : نحن قادمون يا قدس نحن قادمون يا أقصى نحن قادمون ونعتبر أن قدومنا إليكم فتح الطريق لعودة اللاجئين الفلسطينيين بإذن الله رب العالمين ولو كره الظالمون.
أضف تعقيب