لقاء مع ام عمر- زوج الشيخ رائد صلاح

حوار : عائشة حجار
آخر تحديث 27/04/2012 11:26

ام عمر زوج الشيخ رائد صلاح :
"ألف تحية إلى الجندية المجهولة أم محمد في ملف الشيخ رائد"
"نحن كأسرة مهيأون لكل حدث"
"أصعب موقف أبكاني هو حين اتصل بي يوم زفاف مريم ورقية بعد خروجهن من البيت"
"لو أنني لم اصمد في هذا الموقف فقد ينهار كل البيت."



بعد ان عاد الشيخ رائد صلاح الى البلاد ومنزله الذي ابعده عنه الغياب القسري في بريطانيا عشرة أشهر, كان لنا هذا الحديث مع زوجة الشيخ ام عمر
- بداية حبذا لو تحدثينا عن شعورك بعودة الشيخ إلى وطنه وأسرته

الحمد لله الشعور هو بالنصر وبالفخر والاعتزاز, كذلك الشعور بالفرحة والغبطة بانتصار الشيخ في هذه القضية, لان القضية لا تمس شخص الشيخ انما لها بعد ابعد من الاطار الشخصي. الحمد لله فقد مثل بهذه القضية الإطار الفلسطيني والإسلامي وكل حر في هذا العالم.
- كانت هناك زيارات للشيخ من قبل أفراد العائلة, ماذا كان طابع هذه الزيارات؟

كانت هذه الزيارات عائلية وفيها من الدعم لموقف الشيخ لأنه يمثل قضية جماهيرية, وقد كنا نشد على يديه في هذه الزيارات ليثبت على موقفه الصادق.
- لقد سافر الشيخ بداية كسفر عادي كان يفترض في اطاره ان يلقي المحاضرات في بريطانيا, لكن الاعتقال لم يكن بالحسبان, هل كنتم تتوقعون ان يحصل مثل هذا الامر؟

بداية لقد تلقى الشيخ دعوة من الجالية المسلمة في بريطانيا ومؤسسات فلسطينية لإلقاء بعض المحاضرات والتعريف على واقع القدس والأقصى وفلسطينيي 48, وبعد أن أتم لقاءين هناك اعتقل يوم الثلاثاء, طبعا لم يكن هذا الاعتقال في الحسبان ابدا. وكان قدر الله ان اعتقل الشيخ. "وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم". والحمد لله عاد هذا الامر بالفائدة علينا وعلى الشيخ وعلى قضيتنا.
- ولكن هل توقعتم ان يطول الامر الى هذا الحد؟

كان هناك حديث وتقولات لدى بعض الناس ان الامر سيطول حتى شهر اب او حزيران بل كان هناك حديث ان القضية ستستمر حتى شهر آذار, حسب طبيعة المحاكم البريطانية وطريقة القضاء هناك. لذلك كان من المتوقع ان يستمر الامر حتى اذار واستمر حتى نيسان.
- لنعد إلى لحظة الاعتقال, كيف علمتم به؟

عرفنا عن طريق أعضاء البعثة, حيث اتصلوا بابي انس (د. سليمان اغبارية), الذي اخبرنا بدوره. عادة ما نطلع على اخبار الشيخ من وسائل الاعلام.
- تصلكم الاخبار في الاساس من الاعلام؟

من الإعلام ونتصل للتأكد بأعضاء الحركة.
- طبعا تابعت تغطية الملف في مختلف وسائل الإعلام عن كثب..

نعم
- هل تعتقدين ان الصحافة اعطت الملف حقه من التغطية؟

اعتقد ان المشكلة بالنسبة لهذا الملف, وكما قال بعض الأشخاص, لم يفهم الجميع القضية وما الذي يفعله الشيخ بالضبط في لندن. فقد تساءل البعض لماذا يترك الشيخ الأقصى ويذهب إلى لندن؟ لم يعلموا أن الشيخ كان هناك من اجل قضية القدس والأقصى.
- بعد وصول خبر اعتقال الشيخ في لندن, كيف يمكن إخبار الأطفال- صلاح الدين وريحانة, ان اباهم اعتقل في لندن لأجل قضية القدس؟

هذه ليست أول مرة يعتقل الشيخ, فنحن معتادون على ذلك...
- لكن كيف يمكن ان يفهم طفل مثل صلاح الدين اعتقال والده؟

هو يسمعنا نتكلم ويسمع الاخبار فيسأل حول الموضوع ونجيبه, نخبره بان والده اعتقل لدفاعه عن القدس والأقصى, لكن لا يمكن ان نشرح له بالتفصيل ما هي القضية فمن الصعب عليه فهم مثل هذه الامور. نحن كأسرة مهيأون لكل حدث, ليس فقط قضية الاعتقال, إنما كل حدث يمكن ان يحدث فالبيت كله مهيأ. وضع الشيخ ومسيرته في الطريق التي اختارها يجعلنا مهيأين لكل وضع في البيت, لذا فالاعتقال لم يكن مستهجنا بالنسبة لصلاح الدين وريحانة.
- في وضع العائلة الخاص هذا تجدين نفسك في العديد من الاوقات تؤدين دور الأم والأب معا, وإضافة إلى ذلك عليك مساعدة الاطفال لفهم الوضع الذي لا يعيشه معظم الأطفال بجيلهم, أليس هذا صعبا؟

طبعا قيام الأم بدور الأم والأب ليس بالأمر السهل, لكن الانسان يستعين بالله وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى يعينه على ذلك. ان تقوم الام بدور الاب في البيت الذي هو ليس دورها وعليها اثبات نفسها في هذا الدور فذلك ليس سهلا. فعندما تواجهين صعوبات وعليك التعامل مع هذه الصعوبات التي عادة ما يساعد الأب في تخطيها, لكن على الشخص التأقلم مع الظرف الذي يحيى به. لكن في نفس الوقت دوما عندما نمر بظروف غياب الشيخ استذكر معاناة الأرامل وزوجات الأسرى, فنحن نمر بظرف طارئ سيعود بعدها الوضع الى طبيعته.
- خلال فترة غياب الشيخ كان زواج الابنتين مريم ورقية, لا بد أن هذه كانت محنة, بالذات حين خرجت البنات من البيت.

ظاهره محنة وباطنه منحة! عندما تكون غاية الإنسان الله عز وجل, لا تهمه كل هذه القضايا. هذا قضاء الله وقدره والحياة ستستمر, فكم بالحري بالفتيات اللواتي يتزوجن وآباؤهن متوفون أو أسرى؟ ليس ان الامر لا يحز في نفس الشخص, لكن إذا كانت التضحية لأجل هدف سام, كنا نحث الشيخ دوما على الثبات في مواقفه, فالإنسان يجب أن يكون قويا بالذات في مثل هذه المواقف, لو أنني لم اصمد في هذا الموقف فقد ينهار كل البيت.
- لم يكن هناك أي لحظة ضعف؟

أبدا, كنت أقول له ان الله سبحانه قد وضعه في مكان عليه ان يثبت فيه فهذه عطية من الله. لكن اصعب موقف ابكاني هو حين اتصل بي يوم زفاف مريم ورقية بعد خروجهن من البيت, فأخبرته بان البنات خرجن وأعطيته أرقامهن ليتصل بهن حين يكن في بيت ازواجهن. هذه اللحظة بالذات أحزنتني جدا, فقد كنت اتفقت معه ان يتصل قبيل خروجهن ليتحدث إليهن, لكن الظروف منعته من الاتصال إلا متأخرا.
- انتم كنتم تدعمون الشيخ في مسيرته, لكن ماذا مع الناس من حولكم؟

انا لست ممن يسمعون إلى الناس أبدا, والحمد لله لا يهمني حديث الناس إلا في الطريق الصحيح. اذا وجه الي احد نقدا موضوعيا اتقبل الامر ، اما ان يكون الحديث للتثبيط فقط فلا اهتم به.
- في اخر استئناف كان من المتوقع ان تعطي المحكمة قرارها خلال ايام...

الذين حضروا المحكمة توقعوا ان يصدر القرار بعد يومين او ثلاثة, حسب حديث القاضي نفسه, حتى انه قال للنيابة والمحامين ان يأتوا في غضون أيام لاستلام القرار, لكن كانت هناك ضغوطات حول كيفية إصدار القرار, وواضح أن اللوبي الصهيوني كانت له يد في هذه التأخيرات.
- كيف اثر هذا الملف على تمسككم بالمبادئ كعائلة؟

مثل هذا الموقف يعطينا ثباتا أكثر وإيمانا اكبر بالمبادئ, لم علينا التأسف على خسران مادي؟ فهذه طريق الانبياء والصحابة والصديقين والصالحين. بالعكس فهذه الامور تعطينا الثبات على المبدأ.
- هل انت مستعدة لدفع عمر في طريق ابيه؟

الامر المفهوم ضمنا انه سيسير بطريق ابيه. بالذات اذا كان الطريق صحيحا فعليك دفعه باتجاهها
- أكان للعائلة دور في ثبات الشيخ؟

طبعا فعندما لا يكون دعم من الاهل قد تتزعزع مواقف المرء...
- سؤال حول أولاد الشيخ, كونهم أبناء الشيخ من ناحية اجتماعية إلا تصعب عليهم المعاملات مع سائر الناس؟

طبعا, فالمرء يحب أن يجرب وقد يخطئ, لكن لأنه ابن الشيخ ممنوع ان يخطئ.
- ألا تتمنين رؤية ثمن كل هذه التضحية والتعب؟

لا, لان الإنسان المسلم عليه ان يزرع والثمر على الله تعالى, سنرى الثمر حين يشاء الله, فلو انتظرت الثمر فقد أصاب باليأس , ولو وجدت الثمر فقد اكف عن العمل.
- كلمة اخيرة

اولا اوجه شكري الى من ساندونا عن طريق الهاتف او الدعاء لنا في ظهر الغيب, فقد يكون الله استجاب دعوة انسان بسيط وثبت الشيخ. وكما تحدث الشيخ عن المحامي زاهي نجيدات الفارس المجهول, فانا اقدم الشكر الى الاخت ام محمد زوجة زاهي نجيدات, فهي كانت أيضا داعمة لزوجها, فهي من المجهولين التي دعمت موقف زوجها الذي دعم الشيخ طول الوقت. فقد تعرفت عليها خلال ملف الشيخ, إلى الأخت أم محمد- سماح ألف تحية .
 

أضف تعقيب

ارسل

تعليقات

1
الف حمدالله ع السلامه يا شيخ الله يحفظك من كل مكروه وعدت منتصرا
ولاء - 27/04/2012
2
ثبتك الله يا ام عمر...
وجزاك المولى خيرا اختي عائشة
حماس محاميد - 27/04/2012
3
كلنا رائد صلاح
ان الله عز وجل يصطفي لهذا الدين الاناس الطهار الانقياء ويختار لمن يرفع راية الدعوة ويعلي كلمة الحق فقط من هم اهل لها , فيا اهل الحق سدد الله خطاكم واراكم الحق حقا ورزقكم اتباعه .. لك مني يا ام عمر الف الف تحية ايتها الجبل الشامخ لا يهزه ريح.
المشتاقة لله - 28/04/2012

أذهب للأعلى