* ضمن مشروع "أصحاب القلوب الرحيمة" برعاية لجنة الإغاثة الإنسانية
على أحد سفوح الجبال حيث المشاهد الخلّابة في فلسطين، تستلقي قرية عطارة المتاخمة لبير زيت، التي تبعد 13 كيلومترا عن مدينة رام الله، فهي من أجمل بلدان فلسطين، فيها تشاهد البيوت القديمة المبنية من الحجارة، والطبيعة التي تبعث الراحة والسكينة في النفوس، وتربية المواشي والهدوء والهواء النقي، تلك الحياة القروية البعيدة عن ضوضاء المدينة.. في أحد أزقتها، كنا على موعد مع أرملة المرحوم محمود أحمد عيسى وأبنائها الثلاثة.
كنا برفقة فاعلي خير من أم الفحم ومدير مؤسسة لجنة الإغاثة الأستاذ رائد بدر وعضو اللجنة ومديرها السابق الشيخ علي مصاروة ومندوب اللجنة في أم الفحم. وذلك لزيارة بيت شيّده فاعلو خير من المدينة ضمن مشروع "أصحاب القلوب الرحيمة"، الذي تقوم عليه مؤسسة لجنة الإغاثة، والذي يُنشر عنه في زاوية أسبوعية في "صوت الحق والحرية" وصحف أخرى وعبر موقع "فلسطينيو 48"..
استقبلنا أطفال العائلة وأمهم بالترحيب والدعاء، وقد عمت الفرحة أرجاء المنزل الجديد الذي أُنجز بناؤه قبل بضعة أيام بعد أن جمع مبادرون من أم الفحم تبرعات من أهل الخير الفحماويين لستر هذه العائلة الكريمة.
وقد جاءت الزيارة ليطّلع المبادرون على المشروع، وكي يلتقوا الأرملة وأطفالها، ويطمئنوا على راحتهم ولتهنئتهم بسكنهم الجديد.
يقول رائد بدر، مدير لجنة الإغاثة الإنسانية: نحمد الله أن سخرنا لنكون خادمين للأيتام والأرامل، سائلين الله أن يتقبل الله منا. هذا البيت جاء بمبادرة من خيّرين من مدينة أم الفحم، ليتابعوه من الحجر الأول وليخدموا أرملة مع أيتامها الثلاثة لإيوائهم بكرامة، بعد أن اطلعنا على أحوال بيتهم السابق التعيس الذي كان لا يصلح لسكنى البشر".
وأضاف: "الإخوة من أم الفحم أخذوا على عاتقهم هدم المنزل القديم وتشييد بيت من جديد، وقد أتموا هذا المشروع الكبير بهمة عالية، وهذه سنّة حسنة نقدمها لكل الناس بأن يحذوا حذو إخوانهم ليجدوه عند الله تعالى يوم الحساب".
وفي حديث مع السيد إبراهيم محاميد، أحد المبادرين لهذا المشروع، قال: "رأيت صحيفة "صوت الحق والحرية" في أحد الأماكن، وبينما كنت أتصفحها قرأت عن هذه العائلة من خلال مشروع أصحاب القلوب الرحيمة، فاتصلت مع بعض الأصدقاء كي نبادر ونجمع التبرعات من أهل الخير لإغاثة أرملة وأيتامها الثلاثة، وبفضل الله نشعر بفرحة كبيرة أن أتممنا بيتا يؤوي عائلة كانت تعاني الكثير".
وأكد محاميد أنه سيعمل مع رفاقه من فاعلي الخير والمتصدقين من أهل بلده لإغاثة عائلات وحالات أخرى من خلال هذا المشروع، مناشدا كل من في إمكانه المساعدة بأن لا يبخل بقرش واحد سيجده يوم القيامة عند الله بدلا من تبذيره في أمور لا تسمن ولا تغني من جوع، متمنيا الحياة السعيدة وراحة البال للأم وأولادها، وآملا بأن تكون مشاريع متواصلة كهذه طيلة أيام السنة".
الأم الأرملة أم محمد لم تتوقف عن الدعاء لكل من آزر وأعان عائلتها ونقلها من حياة بائسة تعيسة إلى حياة مريحة وآمنة، ولم تسيطر على دموعها وهي تقول: "أحمد الله تعالى الذي يسّر لنا أهل الخير لانتشالنا من حياة بؤس وعذاب، فقد صبرنا بفضل الله حتى نلنا منزلا مريحا من تبرعات أهل الخير، فأنا وأبنائي الآن نعيش في عالم مختلف، فقد كنا نعيش في منزل جدرانه متصدّعة، دون بلاط ودون شبابيك، وسط رطوبة قاتلة، وكان من يريد أن يستعمل الحمّام أو يتناول شيئا من المطبخ يضطر الى الخروج في الليل الحالك والبرد القارص والنزول عن الدرج المتهاوي لأن البناء قديم والحجارة متهالكة تملؤها الزواحف والحشرات".
وقبيل توديع العائلة بعد زيارة تخللتها وجبة غداء أعدّتها الأم الصابرة، قدّمت الأم وابنها الفتى البكر محمد درعا تقديرية لمؤسسة لجنة الإغاثة الإنسانية للعون باسم أبناء المرحوم محمود أحمد عيسى، لما قدّموه من مساهمة وعون في بناء البيت، وغادرنا منزلهم والفرحة ترتسم على وجوههم بفضل الله.


أضف تعقيب