في إطلالة سريعة على تاريخ الحركة الأسيرة نجد أنها خاضت تجربة طويلة من الإضرابات عن الطعام، فهي الوسيلة الوحيدة التي يمتلكها الأسرى الفلسطينيون لنيل حقوقهم، والضغط على الاحتلال ودفعه للتفاوض مع الوفد الذي تشكله الحركة الأسيرة لهذا الشأن والرضوخ لمطالبه،وكانت هذه الإضرابات كفيلة بانتزاع عشرات المطالب والحقوق التي توجت بدماء الشهداء- شهداء الحركة الوطنية الأسيرة – نعرض أبرزها :
بدايةُ التجربة
معارك الأمعاء الخاوية بدأت عام 1969 في سجن الرملة والذي استمر لأحد عشر يوماً تلاه عدة إضرابات كان أشدها في سجن عسقلان عام 1976 استمر خمسة وستين يوماً على مرحلتين.
إضرابُ الثمانينات
إضراب نفحة في العام 1980 شكل نقلة نوعية في مسيرة الإضرابات واستطاع الأسرى الفلسطينيون انتزاع الحق في إدخال الصحف وتحسين بعض ظروفهم .
وقد استمر 32 يوما واستشهد خلاله الأسرى راسم حلاوة وعلي الجعفري وإسحاق مراغة.
مرحلة الثمانينات كانت زاخرة بمعارك الأمعاء الخاوية إلا أن جاء إضراب استراتيجي آخر – يشمل كافة الأسرى في كافة السجون - عام 1992 واستمر 15 يوما بمشاركة نحو سبعة آلاف أسير ، وحقق الإضراب العديد من الإنجازات واستشهد خلاله الأسير المقدسي حسين عبيدات.
وحدةُ الهدف
فترة التسعينات كانت كسابقها من الفترات حيث شهدت مجموعة من الإضرابات بين صفوف الحركة الأسيرة و ذلك لأسباب مختلفة يجمعها في ذلك هدف واحد هو انهاء معاناة الأسرى و و ملف العزل الانفرادي و التعذيب الجسدي و النفسي و الزيارات.
وفي عام2004 فقد خاض الأسرى إضراباً شاملاً آخر استمر 19 يوماً شارك فيه أيضاً عدد من المحررين.
تاريخ مشرّف
أطول اضراب في تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة كان مطلع العام الجاري فقد سطره الأسير الشيخ خضر عدنان ، و استمر في اضرابه عن الطعام 66 يوما متواصلين وذلك رفضا لسياسة الاعتقال الإداري و التعذيب بحق و إخوانه الأسرى ،
فكان لهذا الإضراب أن يشكل نقطة تحول في شد انظار العالم الى قضية الاعتقال الاداري و تسليط الضوء على تجربة الاضراب الفردي
اما الأسيرة هناء الشلبي وهي من جنين فكانت صاحبة أطول إضراب نسوي استمر44 يوماً رفضا للاعتقال الإداري و ذلك على خطى الشيخ خضر عدنان.
و بذلك تخطت الشلبي الإضراب الفردي الذي خاضته الأسيرة عطاف عليان عام 1997 والذي استمر لمدة 40 يوما متواصلين.
إضراب 17 من نيسان " الكرامة "
أما الإضراب الذي سيخوضه الأسرى الفلسطينيون و الذي أقرته الحركة الأسيرة الثلاثاء بتاريخ السابع عشر من نيسان (ابريل ) 2012، يقضي بالامتناع عن الطعام والشراب، عدا الماء حتى تتحقق كافة المطالب،التي انطلق من أجلها الإضراب وهي:
1.إغلاق ملف العزل الانفرادي، الذي يقضي بموجبه أسرى، مضى على عزلهم أكثر من عشر سنوات متتالية، في زنازين انفرادية تفتقر لمقومات الحياة البشرية والنفسية والمادية .
2. السماح لأهالي أسرى قطاع غزة بزيارة أبنائهم في السجون، الذين حرموا منه منذ ست سنوات متتالية، فمنذ ذلك الحين لم تقم ولا زيارة واحدة لأي أسير غزي .
3. تحسين الوضع المعيشي في السجون، الذي تداعى بقرارات سياسية وقوانين جائرة، مثل ما يسمى "بقانون شاليط" الذي حرم الأسرى من أبسط الحقوق، كالتعليم ومتابعة الإعلام من خلال سحب العديد من القنوات الفضائية وكل الصحف المكتوبة .
4. وضع حد لسياسة الإهانة والإذلال التي تقوم بها مصلحة السجون بحق الأسرى وذويهم، من خلال التفتيش المهين العاري، والعقوبات الجماعية، والاقتحامات الليلية .
يذكر أن العشرات من الأسرى الفلسطينيين منذ مطلع العام أعلنوا البدء في اضراب مستمر و مفتوح عن الطعام،للمطالبة بانهاء معاناتهم وتحسين أوضاعهم والسماح لذويهم بزيارتهم نذكر منهم، بلال ذياب و ثائر حلالة،عمر أبو شلال و جعفرعزالدين،محمد سليمان وحسن الصفدي، محمد التاج وعدي ضراغمةو محمود السرسك و يضاف إليهم الأسيرين عبد الله البرغوثي و النائب أحمد الحاج على .
اضرابات الاسرى- بين الماضي والحاضر

أضف تعقيب