بدا الارتياح واضحا على وجه المزارع عمر بشارات (24 عاما) من بلدة طمون قضاء محافظة طوباس، وهو يقوم بعرض أشتال الفراولة خلال المهرجان الأول للفراولة والورد بفلسطين، وأعلن القائمون على المهرجان الذي افتتح بمدينة نابلس اليوم، بإنتاج محاصيل تزرع لأول مرة في الضفة الغربية منافسة للسوق الإسرائيلية.
يفتخر عمر الذي ترك العمل داخل المستوطنات الإسرائيلية ليقرر زراعة ارض عائلته الممتدة على مساحة 7 دونمات بإنتاج محصول الفراولة بنوعيه المعلق والتوت الأرضي التي تضاهي الإنتاج الإسرائيلي بجودته.
وعبر عمر عن سعادته البالغة وقد قطف ثمر نجاحه " بعد ثلاث سنوات من العمل الخاص استطيع القول أنني وعائلتي حصدنا نجاحا كبيرا بزراعة أرضنا، ونجحنا بالتوسع بإنتاج الفراولة فالدونم الواحد ينتج 5-6 طن فراولة، ومنذ سنين وأنا احلم بان ازرع ارضي واترك العمل كأجير عند اليهود، حتى أنني شعرت بالارتياح الداخلي وجهدي بأرضي يختلف تماما عن جهدي وإقبالي للعمل بالمستوطنات لأنني اعرف أن عملي ليس لصالح وطني، ولكن حاجتي للعمل هو ما دفعني للعمل بالمستوطنات".
فرصة ناجحة
ويضيف بشارات، أن المشروع أتاح فرصة كبيرة أمام الشباب الفلسطيني بالعودة إلى أراضيهم وشجع على توفير فرص عمل لهم بعد أن كانوا عمالا اجيرين، كما أسهم بشكل مباشر على دعم المنتج الوطني وباتت المنتجات الزراعية التي تخرج من أراضيهم ليست حكرا على السوق الإسرائيلية وبات السوق الفلسطيني منافسا لها.
يقف نضال اعمير من قرية بلعا قضاء مدينة طولكرم بين أزهار الزنبق والجوري التي يقوم بإنتاجها داخل مشتله الخاص، وبخفة يقوم اعمير بتنسيق باقات الورد ليقدمها للزائرين.
ويشترك نضال وثلاثة آخرين بزراعة الورود وأنواع تقليدية مختلفة أخرى، ويعمل اعمير منذ العام الماضي بإنتاج الورود الذي رأى فيها محصول مثمر ومجدي.
موضحا " لقد قدمت الإغاثة الزراعية لنا معونة وقمنا باستئجار الأرض وقررنا دخول السوق الفلسطينية بإنتاج الورود خاصة أنها تفتقر له، حيث تعتمد أسواقنا على الإنتاج الإسرائيلي، وبذلك استطعنا الاستغناء عن أسواقهم والاعتماد على أنفسنا، كما كان له مردود مادي جيد ومربح".
اعمير الذي عمل في زراعة الورود في المستوطنات لمدة 13 عاما استغنى عن العمل لديهم بعد أن أتاحت الإغاثة الزراعية لهم الفرصة بذلك وزودتهم بالبنية التحتية، مبينا " كنت احلم دوما أن يكون لي عملي الخاص ومشتلي الذي أضع فيه خبرتي وجهدي، والحمد لله أنني استطعت أخيرا أن أحققه".
إنتاج وطني
بدوره، يصف خالد منصور ممثل عن جمعية الإغاثة الزراعية المعرض بأنه نتاج لعمل شاق ومضني قامت به الإغاثة بجهود المزارعين الفلسطينيين منذ ثلاث سنوات بالضفة الغربية لإنتاج محاصيل كانت حكرا على السوق الإسرائيلية.
حيث انطلق التحدي بدراسة للسوق المحلي بشكل عملي منها دراسة الورد ودراسة ميدانية عن احتياجات السوق لمنتج الفراولة، وبعد أن تبين باستهلاك آلاف الأطنان من منتج الفراولة واستهلاك ملايين من أصناف الورد ارتأينا إنتاجها فلسطينيا وقدمنا كل التسهيلات والتشجيع للمزارعين بتمويل هولندي بلغ 6.5 مليون دولار أمريكي وبالتعاون مع وزارة الزراعية وجمعية المهندسين الزراعيين.
ويشغل المشروع آلاف الأسر الفلسطينية ويغطي إنتاجها خاصة من الفراولة والفلفل الملون والبندورة العنقودية والورد 50% من احتياجات سوقنا المحلي، كما وفرت الإغاثة الزراعية للمزارع الفلسطيني التثقيف الزراعي من اجل تطوير وتنمية إنتاجه حيث استطاعت تعزيز قدرات 1050 مزارع فلسطيني وتشغيل آلاف العائلات الفلسطينية، وخصصنا أماكن تعبئة تليق بالمنتج والمزارع بعبوات بلاستيكية فلسطينية، ونسعى بالسنوات القادمة سد احتياجات سوقنا المحلي، وخلق فرص تسويقية جديدة للخارج.
ويهدف المشروع إلى دعم المنتج الفلسطيني وتعزيز صمود المواطن والمزارع بالذات بأرضه وداخل وطنه، كما نهدف من خلال عملنا إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية والعمل داخل المستوطنات الإسرائيلية.
ويشكل المعرض الذي تضمن عرض للمنتجات الفلسطينية من الفلفل الملون والبندورة العنقودية والورود والفراولة نموذج فلسطيني ناجح، ودليل على جدارة ومثابرة المزارع بأرضه كما أشار المشاركون فيه، ويأتي داعما للقطاع الزراعي والاقتصادي على حد سواء.
أضف تعقيب