على سرير الشفاء في مستشفى الوطني بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية يرقد الأسير المحرر الشيخ زهير لباده الذي أطلقت سراحه سلطات الاحتلال الإسرائيلي الخميس الماضي بعدما أذاقته مر العذاب في سجونها واصلته الى حالة مستعصية من المرض يصعب معها الشفاء.
ووصل الأسير المحرر لباده 51 عاما الى مستشفى الوطني بعد منتصف ليلة الخميس قادما من مستشفى آساف هروفيه داخل تل أبيب، حيث كان يتلقى العلاج فيه وهو سجين أبت سلطات الاحتلال إطلاقه أو حتى تقديم العلاج له طوال فترة اعتقاله منذ ستة أشهر.
وفي غرفة العناية المكثفة يرقد الشيخ لباده ومن حوله أبنائه وعائلته، منهم من يقرأ القرآن وآخرون يستغفرون له ويدعون الله بشفائه، في حين صاحب الهم والحزن والكدر حال البعض من عائلته، فالشيخ ليس كما اعتادوا عليه صلبا قويا يتحمل الصعب ويقف أمام كل مصيبة بعزيمة وقوة.
ويقول نجله رشيد لـ"فلسطينيو 48" إن حال والدي أصبح يرثى له وأن هذا بفعل الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يقدم له العلاج مطلقا أثناء فترة اعتقاله وهو يعرف أنه مريض ويعاني فشلا كلويا وتشمعا بالكبد، مبينا أن الاحتلال لم يشعر بوالده وآلامه حتى في اللحظات الأخيرة وهو يعيش موتا سريريا نتيجة لتردي وضعه الصحي.
مساع للإفراج
وأضاف أن كل هذه الآلام لم تشفع لوالده أمام السجان أو حتى المؤسسات الحقوقية والإنسانية وخاصة العالمية التي لم تعر كل مناشداتهم وصرخاتهم كعائلة أسير لإنقاذ والدهم أي اهتمام ولم تفق من غيبوبتها إلا متأخرة وبجهد بالكاد يكون ملحوظا.
ولفت إلى أنه وخلال الأيام القادمة قامت مؤسسة التضامن الدولي بتقديم التماس الى السلطات الإسرائيلية يقضي بالإفراج عن والده نظرا لتردي وضعه الصحي بشكل سيئ جدا وللغاية، مبينا انه وبعد مداولات ما بين المحاميين وسلطات الاحتلال أصدرت الأخيرة قرارا يقضي بالإفراج عن الشيخ، "وقد وصل فعلا مستشفى الوطني بنابلس وقد تردت صحته بشكل سيء للغاية".
وأكد خطورة هذا الوضع الصحي الأطباء الفلسطينيون الذين أكدوا بأن حالة الشيخ يرثى لها وأنهم يقدمون له العلاج منذ دخوله للمشفى، إلا أنه يعاني من فقدان للحركة في كثير من الأحيان وغيبوبة متواصلة.
وفور وصول الشيخ الى المستشفى تهافتت المؤسسات والشخصيات الوطنية من مدينة نابلس وغيره الزيارته والاطمئنان على وضعه الصحي، كما زاره وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع.
وقال قراقع إن الشيخ لباده أصيب بتسمم في الدم ولا زال يعاني من تدهور خطير في صحته جراء غيبوبة مستمرة وفقدان للوعي.
معاناة الاعتقال والابعاد
وكانت مؤسسة التضامن الدولي قد نقلت في تقرير قد نقلت في تقرير لها الخميس الماضي أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية قررت الإفراج عن الأسير زهير رشيد لباده بعد أن تقدم محامي المؤسسة باستئناف لمحكمة سالم الإسرائيلية، طالب فيه بضرورة الإفراج الفوري عن الأسير لباده لخطورة حالته الصحية.
وأشار البيتاوي إلى أن لباده يعاني من رزمة من الأمراض الخطيرة وان وضعه الصحي (خطير ومعقد) كما جاء في التقرير الطبي الذي صدر عن إدارة مستشفى آساف هروفيه في تل أبيب الذي نُقل إليها مؤخرا، وان الإفراج عنه جاء بعد تأكد الاحتلال من فقدان أي أمل بشفائه.
يشار الى أن لباده الذي يعاني من الفشل الكلوي منذ 14 عاما تدهورت حالته الصحية خلال الأسبوع الماضي بشكل كبير، حيث أصيب بتشمع في الكبد بمرحلة متقدمة وحالة (هلوسة) وفقدان للذاكرة وتجمع للمياه في الرئة والقلب وانتفاخ في البطن ومشاكل في الأعصاب وتخثر في الدم، قبل أن يدخل قبل يومين في غيبوبة.
واعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الشيخ لباده أكثر من ثماني مرات بمدد اعتقال تجاوزت اثنتي عشرة سنة قبل الاعتقال الأخير منذ ستة أشهر من منزله بمدينة نابلس، كما أبعدته عام 1992 إلى مرج الزهور جنوب لبنان مع مئات العناصر والقيادات من حركة حماس في محاولة منها لردع الحركة وثنيها عن طريق المقاومة.
زهير لباده..أسير بين أسرّة المرض

أضف تعقيب