أم فلسطينية تناقش مشروع تخرج ابنها المعتقل

نابلس
آخر تحديث 28/05/2012 13:19

نامت ليلتها التي صنعت بها عالمها الخاص، قضت ساعات عبارة عن أحلام ومخططات للمستقبل، وتخيلات لفرحة يوم الغد المنتظر، تعد الساعات بالدقيقة والثانية، لقد آن الأوان الذي كثيراً ما انتظرته، فهي الفرحة التي تريد أن تتذوقها في هذا اليوم يوم مناقشة مشروع تخرج ولدها.
هكذا كانت ليلة الأربعاء الموافق ل23 آيار بالنسبة للسيدة خديجة فتاش، التي كانت تستعد لمشاركة ابنها في فرحة النجاح، لكن الاحتلال وكعادته نكس فرحتها وأبدل بهجة الفرحة بالدموع الحارة والحرقة المؤلمة حينما علمت أن ابنها تم اعتقاله من سكن الجامعة.
اعتقال نضال
ليلة الأربعاء وهي تلك الليلة التي كانت عوالم الفرحة تحيط أم نضال، اعتقل الاحتلال ولدها نضال من سكن جامعة النجاح، تقول لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان: "كنت أجهز نفسي للذهاب لحضور حفل المناقشة وكنت في غاية الفرحة التي لا أستطيع وصفها، وإذ برفقائه يخبرونني أن نضال قد اعتقل فكانت صاعقة أصابت قلبي وصدمت".
ساعات قليلة كانت تفصل نضال عن إنهاء دراسته وتحقيق حلمه وحلم والدته التي انتظرت هذه اللحظة من وقت طويل ولكنه الاحتلال الذي يتعمد أن يفسد فرحة كل عائلة فلسطينية ويتلذذ في إيذاء الإنسان الفلسطيني ومحاربته بالذات حين يتعلق الأمر بمستقبل وعلم ودراسة .
وتضيف أم نضال وهي معلمة لغة إنجليزية ومديرة مدرسة وتحمل شهادة الماجستير وناشطة مجتمعية تقول لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان: "أمضيت الليلة بكاملها أناقش ولدي عن استعدادته للمشروع وأخبرني عن كل التفاصيل، قضينا ساعات ممتعة عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك حيث كان ليلتها في سكن الجامعة وكان سعيداً ومستعداً، أخبرني أنه سيكون مشروعاً متميزاً وقال لي سترين غداً كيف سأبدو خلال النقاش".
فرحة النجاح
صمتت أم نضال ودمعتها سبقتها بالحديث، ثم استعادت نشاطها وأكملت الحديث معنا قائلة: "غمرت قلبي فرحة كبيرة جداً وقلت كبر نضال وأصبح شاباً، وتعبي لم يذهب هدراً، وحان الوقت الذي طالما حلمت به، سأراه في روب التخرج بين زملائه وأصحابه، كنت أقول ساعات قليلة تفصله عن إنهاء مرحلة البكالوريوس ويجب أن يكمل تعليمه كوالده ويحصل على الماجستير ثم الدكتوراه".
ونضال شاب ذكي اجتماعي يحب الناس ويسعى دائماً لخدمة الآخرين، ومن صفاته الحميدة انتقى فكرة مشروع تخرجه التي تحمل عنوان: "حملة إعلامية لزيادة وعي الطلبة عن مشكلة اختيار التخصص المناسب" والتي يعاني منها الطلبة عند التحاقهم بالجامعة فهو طالب في كلية الفنون تخصص GraphicDesign
إصرار الأم
الأم المسكينة التي صعقها الخبر لم تستسلم لما حدث بل أصرت على أن يتخرج نضال في هذا اليوم وأن تفشل مخططات الاحتلال، تقول: "إن نضال سيتخرج اليوم من الجامعة، سيتخرج اليوم، رغم وجوده خلف قضبان الاعتقال، ليس فقط من أجل نضال، وليس فقط من أجلي ولكن من أجل كل الوطن، من أجل كل أمهات الأسرى والمعتقلين".
وقررت أم نضال أن يكون تخرج نضال في نفس اليوم الذي اعتقل به هدية لكل أم فلسطينية حرم ابنها أو ابنتها من الالتحاق بالجامعة بسبب الاعتقال، أو حرموا من التخرج رغم مضي السنوات الطويلة على التحاقهم بالجامعة بسبب الاعتقال المتكرر.
وفعلا اتصلت الأم بعدد من المعارف فاتصلت الأم بالدكتور سامي العيساوي، وتم الاتفاق مع رئيسة قسم ال Graphic Design د.ميرفت عياش والدكتور المشرف على المشروع ولجنة المناقشة على إيجاد وسيلة ما للتخرج، وكانت الخيارات المطروحة هي تقييم أعمال نضال من اللجنة وبدون عرض، أو قيام شخص ما بالعرض وهنا ممكن "الأم" أو إعطاء مجال عشرة أيام لنضال على أمل إطلاق سراحه وطبعاً هذا شيء غير مؤكد أو أن يضطر نضال لإعادة المادة السنة القادمة.
وتتحدث الأم عن تلك اللحظات التي أبت أن تكتم دمعاتها وتكمل فرحة ابنها رغم قيد القضبان، عندما ذهبت إلى الجامعة والتقت بجميع زملاء وزميلات نضال في التخصص، ورأت أن نضال قد قام بإعداد كل أعماله الفنية وقام بتجهيز العرض، وأنه يبقى فقط أن يقوم أي إنسان بعرض المشروع على اللجنة.
وقررت الام وبتشجيع من جميع زملاء وزميلات نضال والذين أصروا أن يكون اليوم هو يوم تخرجهم ويوم تخرج زميلهم نضال، أن أقوم بعرض مشروع التخرج. وبالفعل اطلعت على البوسترات ورتبت أفكارها وقامت بعرض مشروع ولدها نضال أمام لجنة المناقشة،"والحمد لله كانت النتيجة جداً مرضية لي وللجنة بأعضائها". كما تقول.
وتعتبر الأم أن هذا التعاون يدل على أن جامعة النجاح الوطنية بكامل قوانينها وإدارتها ومدرسيها وطلابها إنما هي بحق جامعة وطنية تسعى لتحقيق الهدف العام من إنشائها وهو خلق جيل من الشباب الواعي لمتطلبات الوطنية وأيضاً جيل مبدع ومتميز.
الاحتلال يتعمد
من جهته أوضح مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش أن أم نضال نموذج للأم الفلسطينية التي تتابع ولدها وتقف معه وبجواره وخلفه وأن هديتها لولدها القابع في مركز تحقيق الجلمة أكبر هدية يمكن أن تقدمها أم لولدها وهي شهادة تخرجه.
وأضاف الخفش أن الاحتلال يتعمد اعتقال الطلاب وخريجي الجامعات قبل إنهاء دراستهم وإفساد الفرحة عليهم وتأخير تخرجهم وتعطيل مشروع حياتهم والشواهد على ذلك كثيرة، حيث اعتقال عدة طلبة خلال الأيام القليلة الماضية منهم نجل النائب الأسير الدكتور عمر عبد الرازق وغيره.
وطالب الخفش جامعة النجاح الوطنية وجميع المؤسسات التعليمية بضرورة التدخل للوقوف مع طلابها المعتقلين في سجون الاحتلال وتوكيل محامين خاصين لهم وفضح دور الاحتلال باعتقال الطلاب وخريجي الجامعات.

أضف تعقيب

ارسل

تعليقات

1
انها الام الفلسطينيه ام الاسير وام الشهيد وام البطل ..فاقت امومتها كل المصاعب والمحن وفاق صبرها كل غدر وكل قهر ..انها الفلسطينيه التي ترفع الرأس عاليا وتقول خسئت يا عدو فانا لا اندم عندما اقدم لقضيتي ولديني ولوطني ولعقيدتي اغلى ما املك ..فلذة كبدي
مسلمه فلسطينيه وافتخر - 03/06/2012

أذهب للأعلى