كشفت تقارير متخصصة، عن أن الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي بدأت تتشكل منذ عام 2003، عشية الغزو الأمريكي للعراق، أدت إلى تنامي استخدام وسائل الاتصال عبر الأقمار الصناعية، وأن ذلك القطاع شهد المزيد من النمو مع اندلاع ثورات التغيير في العالم العربي.
وتعتبر تكنولوجيا الاتصال عبر الأقمار الصناعية، وسيلة مثلى للصحفيين العاملين في المناطق الساخنة، لنقل الأخبار والصور والفيديو إلى المحطات الفضائية فيها، بسبب تعطل شبكات الاتصال الأرضية والخليوية.
وقدرت تلك التقارير حجم الاستثمار في هذا القطاع بالمنطقة بما يزيد عن 4 مليارات دولار أمريكي، ويعمل فيه عدد من الشركات، إلا أن شركة "الثريا" العربية التي تتخذ من دولة الإمارات مقرا لها، تعتبر الأبرز، حيث تستثمر أكثر من مليار دولار في أقمار صناعية تدور في مدارات فوق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يمنحها إمكانية تغطية أكثر وضوحا واتساعا من منافساتها الأخريات. كما تعمل شركات أخرى في هذا القطاع مثل شركة "الياه" للاتصالات الفضائية "الياه سات" التي سجّلت استثمارات بنحو 6 مليارات درهم (نحو 2 مليار دولار)، وشركة "انمارسات" البريطانية التي حققت أرباحا بقيمة 313 مليون دولار أمريكي في العام المنصرم.
وأشار موقع "هيومن أيدج تك" المتخصص، إلى أن الأحداث الأمنية في سوريا، والاهتمام العالمي بآخر التطورات هناك، دفع إلى تنامي عمليات تهريب أجهزة الاتصال الهاتفي عبر الأقمار الاصطناعية إلى داخل الأراضي السورية، خصوصا تلك التي تعمل على أقمار أوروبية، الأمر الذي أثر على سرعة نقل الأخبار وجودة الصور، بحسب الخبراء. فيما أشارت تقارير أمنية إلى أن استخدام الهواتف التي تعمل على الأقمار الأوروبية مثل هاتف "إيريديوم" من قبل الثوار السوريين، أدت إلى تمكن السلطات السورية من كشف موقع هؤلاء وإلقاء القبض عليهم.
وأوضح تقرير "هيومن أيدج تك" إلى أن القمر الصناعي لا يمكنه إرسال المعلومات إلى الأرض كلها، ولكنه يغطى منطقة معينة، هذه المنطقة تأخذ شكلاً دائرياً، وتعتمد مساحة هذه المنطقة على قوة القمر الصناعي. وأقوى المناطق استقبالا التي تقع في منتصف دائرة التغطية للقمر وعلى أطراف منطقة التغطية تكون الإشارة ضعيفة حيث يحتاج المستخدم فيها إلى أطباق ذات أقطار كبيرة لاستقبال إشارة معتدلة. و إن قوة ارسال الأجهزة التي تعمل عبر الأقمار الصناعية تعتمد على الزاوية بين القمر الصناعي والمستخدم. من ناحية اخرى، كلما أقترب المستخدم من خط الإلتحام العامودي للقمر الصناعي مع المحطة الارضية كلما أصبح الحصول على الاتصال أسهل، وكلما ابتعد عنه إنخفضت جودة التغطية.
وأشار التقرير إلى أن الأقمار الصناعية الأوروبية غير قادرة على التغطية بشكل فاعل في المنطقة العربية، الأمر الذي يعطي لشركة مثل "الثريا" ميزة تدفع المتعاملين مع قطاع الهواتف عبر الأقمار الاصطناعية إلى التعامل مع أجهزتها، بسبب استخدامها لأقمار تدور في مدارات تغطي المنطقة.
يشار إلى أن دول أخرى في المنطقة مثل ليبيا والعراق ومناطق الصحراء الغربية، تشهد استخداما متناميا لهواتف الاتصال عبر الاصطناعية، حيث يعتمد مستخدموا تلك الأجهزة على الأقمار الاصطناعية التابعة لشركة "الثريا".
تقرير: الشرق الأوسط الأكثر استخداما لوسائل الاتصال عبر الأقمار الاصطناعية

أضف تعقيب