هل اللحوم المصنعة مسرطنة بنفس درجة التبغ؟

ما تعريف اللحوم الحمراء؟ وما تعريف اللحوم المصنعة؟ وهل ينطوي استهلاك اللحوم المصنّعة على مخاطر الإصابة بالسرطان التي ينطوي عليها تدخين التبغ واستخدام الأسبستوس؟
هذه الأسئلة وغيرها أجابت منظمة الصحة العالمية عليها عبر موقعها الإلكتروني*، وذلك لإلقاء المزيد من الضوء على تقرير الوكالة الدولية لبحوث السرطان حول علاقة استهلاك اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة بالسرطان.


سؤال: ما تعريف اللحوم المصنّعة؟
الجواب: يُشير مصطلح اللحوم المصنّعة إلى اللحوم التي جرى تحويلها عن طريق التمليح أو المعالجة أو التخمير أو التدخين، أو غيرها من العمليات، بغية تحسين مذاقها أو تعزيز حفظها. وتحتوي معظم اللحوم المصنّعة على لحم الخنزير أو البقر، ولكنها قد تحتوي أيضا على أنواع أخرى من اللحوم الحمراء أو الدواجن أو سقط الذبائح أو المنتجات الثانوية للحوم مثل الدم.


سؤال: ما تعريف اللحوم الحمراء؟

الجواب: مصطلح "اللحوم الحمراء" يشير إلى اللحوم العضلية لجميع الثدييات، بما في ذلك البقر والعجول والخنازير والحملان والخراف والخيل والماعز.
وتشمل أمثلة اللحوم المصنّعة نقانق "الهوت دوغ"، ولحم الخنزير المصنّع، والسجق، ولحم البقر المحفوظ والقديد أو اللحم المجفف، واللحم المعلب، والمستحضرات والصلصات المجهزة القائمة على اللحوم.


سؤال: صُنفت اللحوم المصنّعة في المجموعة 1 في التقرير عاملا مسرطنا للبشر. فما معنى ذلك على وجه التحديد؟

الجواب: تُستخدم هذه الفئة عندما تكون هناك بيّنات كافية تدل على تسبب العامل في السرطان للبشر، وبعبارة أخرى، عند وجود بيّنات مقنعة تدل على أن العامل يتسبب في الإصابة بالسرطان. وعادة يستند التقييم إلى الدراسات الوبائية التي تثبت إصابة البشر المعرضين للعامل بالسرطان.
وفي حالة اللحوم المصنّعة، يستند هذا التصنيف إلى بيّنات كافية مستمدة من دراسات وبائية تدل على أن أكل اللحوم المصنّعة يتسبب في سرطان القولون والمستقيم.

سؤال: صُنفت اللحوم المصنّعة عاملا مسرطنا للبشر (المجموعة 1). وكذلك صُنف تدخين التبغ واستخدام الأسبستوس عاملين مسرطنين للبشر (المجموعة 1). فهل يعني هذا أن استهلاك اللحوم المصنّعة ينطوي على مخاطر الإصابة بالسرطان نفسها التي ينطوي عليها تدخين التبغ واستخدام الأسبستوس؟

الجواب: لا، فقد صُنفت اللحوم المصنّعة في الفئة نفسها للعوامل المسببة للسرطان مثل تدخين التبغ واستخدام الأسبستوس (المجموعة 1 وفقاً لتصنيف الوكالة الدولية لبحوث السرطان، عامل مسرطن للبشر)، ولكن ذلك لا يعني أنها تنطوي على القدر نفسه من المخاطر، فتصنيفات الوكالة الدولية لبحوث السرطان تصف مدى قوة البيِّنات العلمية المتعلقة بالعامل المسبب للسرطان، ولا تقيّم مستوى المخاطر.


سؤال: ما أنواع السرطان المتعلقة بأكل اللحوم المصنّعة أو المرتبطة به؟

الجواب: خلص الفريق العامل التابع للوكالة الدولية لبحوث السرطان إلى أن اللحوم المصنّعة تتسبب في سرطان القولون والمستقيم. كما لوحظ ارتباطه بسرطان المعدة ولكن البيِّنات بشأن ذلك لم تكن قاطعة.


سؤال: صنفت اللحوم الحمراء في المجموعة 2 ألف (2A) عاملا مسرطنا للبشر على الأرجح. فما معنى ذلك على وجه التحديد؟

الجواب: في حالة اللحوم الحمراء، يعتمد التصنيف على قدر محدود من البيِّنات المستمدة من الدراسات الوبائية التي أشارت إلى وجود ارتباط إيجابي بين أكل اللحوم الحمراء والإصابة بسرطان القولون والمستقيم، كما يعتمد التصنيف أيضاً على بيّنات ميكانيكية قوية.

والمقصود بالبيِّنات المحدودة أنه قد لوحظ وجود ارتباط إيجابي بين التعرض للعامل والإصابة بالسرطان، ومع ذلك لا يمكن استبعاد المبررات الأخرى التي قد تقف وراء هذه الملاحظات (ويطلق عليها تقنياً مسمى الصدفة أو التحيز أو الالتباس).


سؤال: ما أنواع السرطان المتعلقة بأكل اللحوم الحمراء أو المرتبطة به؟

الجواب: إن البيِّنات الأقوى -والتي تُعد مع ذلك محدودة- هي التي تشير إلى الارتباط بين أكل اللحوم الحمراء والإصابة بسرطان القولون والمستقيم. كما أن هناك بيِّنات تشير إلى أنه يرتبط بسرطان البنكرياس والبروستات.


سؤال: كم عدد حالات السرطان السنوية التي يمكن عزوها إلى استهلاك اللحوم المصنّعة واللحوم الحمراء؟

الجواب: تشير أحدث تقديرات مشروع العبء العالمي للأمراض -وهو منظمة مستقلة للبحوث الأكاديمية- إلى أن 34000 وفاة ناجمة عن السرطان سنوياً في العالم تُعزى إلى النُظم الغذائية الغنية باللحوم المصنّعة.
ولم يتأكد بعد أن أكل اللحوم الحمراء يسبب الإصابة بالسرطان. ومع ذلك، فإذا ما ثبت أن الارتباط الذي أُشير إليه هو ارتباط سببي، فإن تقديرات مشروع العبء العالمي للأمراض تشير إلى أن النُظم الغذائية الغنية باللحوم الحمراء قد تكون مسؤولة عن 50000 وفاة ناجمة عن السرطان سنوياً في العالم.
ولا تضاهي هذه الأرقام الوفيات الناجمة عن السرطان التي تُعزى إلى تدخين التبغ والبالغة مليون وفاة سنوية في العالم، وتلك التي تُعزى إلى استهلاك الكحول البالغة 60000 وفاة سنوية في العالم، والتي تُعزى إلى تلوث الهواء وتزيد على 200000 وفاة سنوية في العالم.


سؤال: هل يمكن تحديد مخاطر أكل اللحوم الحمراء واللحوم المصنّعة بالنسبة للكمية المستهلكة؟

الجواب: ارتبط استهلاك اللحوم المصنّعة بنسبة صغيرة من الزيادة في مخاطر الإصابة بالسرطان في الدراسات الخاضعة للاستعراض. وفي تلك الدراسات، زادت المخاطر بصفة عامة مع زيادة كمية اللحوم المستهلكة. ووفقاً للتقديرات المستمدة من تحليل البيانات الواردة في 10 دراسات، يؤدي تناول حصة من اللحوم المصنّعة وزنها 50 غراما يومياً إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 18% تقريباً.
أما مخاطر الإصابة بالسرطان المتعلقة باستهلاك اللحوم الحمراء فيصعب تقديرها نظراً لأن البيِّنات الدالة على أن اللحوم الحمراء تسبب السرطان ليست على المستوى نفسه من القوة. ومع ذلك، فإن ثبت أن الارتباط بين اللحوم الحمراء وسرطان القولون والمستقيم هو ارتباط سببي، فإن البيانات المستمدة من الدراسات نفسها تشير إلى أن مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم قد تزيد بنسبة 17% لكل حصة من اللحوم الحمراء تزن 100 غرام يتناولها الشخص يومياً.


سؤال: ما الذي يجعل اللحوم الحمراء واللحوم المصنّعة تزيد من مخاطر السرطان؟

الجواب: تتكون اللحوم من عناصر متعددة مثل حديد الهيم. كما أنها قد تحتوي على مواد كيميائية تتكون أثناء معالجتها أو طهوها. فتشمل المواد الكيميائية المسرطنة التي قد تتكون أثناء معالجة اللحوم مركبات ن-نيتروزو وهيدروكربونات عطرية متعددة الحلقات مثلاً.

وكذلك فإن طهو اللحوم الحمراء أو اللحوم المصنّعة يؤدي إلى إنتاج الأمينات العطرية المتغايرة الحلقات وغيرها من المواد الكيميائية، بما في ذلك الهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات، التي توجد أيضا في أغذية أخرى وفي تلوث الهواء. ويُعد بعض هذه المواد الكيميائية من المسرطنات المعروفة أو المشتبه فيها، ورغم معرفتنا لذلك فإن فهمنا لكيفية زيادة مخاطر السرطان بفعل اللحوم الحمراء أو اللحوم المصنّعة لم يتضح بعد بالكامل.


سؤال: هل هناك نوع من اللحوم الحمراء يُعد أفضل من حيث المأمونية؟

الجواب: بحثت بعض الدراسات مخاطر السرطان التي ترتبط بمختلف أنواع اللحوم الحمراء مثل لحوم البقر والخنازير، وتلك التي ترتبط بمختلف أنواع اللحوم المصنّعة مثل لحم الخنزير المصنّع ونقانق "الهوت دوغ". ولكن لا توجد معلومات كافية كي نقول إن هناك مستويات أعلى أو أدنى لمخاطر السرطان ترتبط بأكل نوع معين من أنواع اللحوم الحمراء أو اللحوم المصنّعة.

أضف تعقيب

ارسل

تعليقات

1
لحم الخنزير
يحرم تناول لحوم الخنزير المصنعة وغير المصنعة عند المسلمين بنص الكتاب والسنة. ولا يجوز إدخاله في شيء من الأطعمة المصنعة لضرره.
د. حسين وليد محاجنة - 04/11/2015
d.husseinwledd@gmail.com

أذهب للأعلى