كنا قد شاركنا في بداية الشهر الحالي ( أيار) في المعرض الدولي السابع للمجلات والذي يقام سنويا في مدينة اسطنبول ،حيث كان لمجلة ريحانة موقع وحضور في هذا المعرض والذي شارك فيه أكثر من 300 مجلة وإصدار محلي تركي ومن 20 دولة اجنبية منها خمس دول عربية هي فلسطين والسودان والجزائر والسعودية ومصر .
وما لفت الأنظار بشدة خلال المعرض حركة النساء المحجبات ومن كل الأجيال اللواتي كن يزرن المعرض يوميا وفي معظم ساعاته حيث كان لهن الحضور الواسع واللافت، الأمر الذي يثلج الصدر ويحرك أوتار القلب واللسان بالشكر والحمد والمنة لله رب العامين المتم نوره رغم أنف العلمانية التي كانت مستفحلة في المجتمع التركي ومتغلغلة فيه إلى أعمق قرار والتي وقفت للحجاب بالمرصاد ردحا طويلا من الزمن وحاربته بكل الوسائل والطرق ، ولكنه اليوم يعود وبكل قوة شامخا عزيزا داحرا العلمانية وزبانيتها .
وليست حكاية السيدة مروة قوقجي عنا ببعيدة حين دخلت بشموخ وهامة مرفوعة وبعزة المرأة المسلمة المعتزة بحجابها وبإسلامها ، البرلمان التركي عام 1999لأداء القسم بعد أن فازت في الانتخابات النيابية في تركيا وحصدت نسبة عالية من ثقة وأصوات الناخبين ، ولكن ما أن وطئت قدماها قاعة البرلمان حتى عجت القاعة بالاستياء والغضب والصراخ من قبل نواب اليسار الديمقراطي وهم يصرخون بوجهها : " أخرجي ... أخرجي أو انزعي حجابك إنك مناهضة للعلمانية" .
جريمتها كانت ارتدائها الحجاب والمجرم هو تلك القطعة من القماش التي تغطي بها رأسها .
لقد قالها من قبل مناهضو الفطرة السليمة ومنكروها يوم هاجموا وبنفس الأسلوب نبي الله لوط عليه السلام يوم قالوا كما جاء في القرآن الكريم : ( أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) .
إنها السيدة مروة قواقجي أول نائبة محجبة في تركيا ...أيقونة كشفت زيف أدعياء الحرية والديمقراطية ،وكشفت الوجه الذميم للعلمانية الكمالية ( نسبة إلى كمال أتاتورك) التي خنقت أنفاس تركيا بعد إسقاط الخلافة الإسلامية ، وعرت شعارات الحرية التي زايدوا عليها وتغنوا بها لتظهر حقيقتهم البشعة التي حاولوا تغطيتها بقناع رديء مزيف اسمه الديمقراطية فأزاحت عنهم الحجب والأقنعة ليروا على حقيقتهم فإذا بهم قطيع من أصحاب الاستنساخ الفكري ودمى متحركة تحركها أنامل وعقول وأفكار اجتمعت حول هدف واحد ووحيد وهو محاربة الإسلام بكل وسيلة .
لقد طردت السيدة مروة من قاعة البرلمان بسبب جريمة الحجاب ولم يكتف وارثو العلمانية الكمالية بذلك ،بل هوجمت بشدة من قبل الصحافة التركية محاولة منها لتشويه صورتها لدى الشعب الذي منحها ثقته ،لا بل تعرضت وعائلتها لمضايقات عديدة وصلت حد سحب جنسيتها منها لكنها بقيت كالجبل الشامخ أمام التيار الجارف الذي لا يحاربها في شخصها بقدر ما يحاربها في إسلامها وعقيدتها .
لقد ثبتت لأن قضيتها لم تكن البرلمان بحد ذاته بقدر ما كانت قضيتها حقوق المرأة التركية المحجبة بل قضية الإنسان التركي الذي أرادوا له أن يظل كالطفل المطيع كما جاء في كتابها "ديمقراطية بلا حجاب "والذي تقول فيه:
(إن هؤلاء أصحاب الاستنساخ الفكري ..يصفون كل من يفكر ويتكلم ويؤمن ،أنه أكبر عدو بالنسبة إليهم لأن هدف هذه العقلية ليس إلحاق البلد والشعب بركب الدول المتطورة ،والرفع من شأن المواطن التركي في العالم،بل هدفها خلق شعب مطيع فقط لا يعبأ بالحرية ولا يدافع عن حقه ).
واليوم وبعد مرور أربعة عشر عاما من طردها ومحاربة حجابها وازدرائها من قبل صبيان أتاتورك فما يقول هؤلاء وقد عاد الحجاب إلى المجتمع التركي لا بل ودخل القصر الرئاسي التركي بعد أن ارتدته زوجة الرئيس غول وزوجة رئيس الوزراء اردوغان ؟ ماذا يفعل هؤلاء وهناك أربع نائبات محجبات يدخلن البرلمان بعد حزمة الإصلاحات التي جاء بها اردوغان ومن ضمنها إنهاء حظر الحجاب في الأماكن العامة ؟
فلا نقول إلا موتوا بغيظكم فالله متم نوره ولو كرهتم ، فالحجاب منتصر الإسلام منتصر ، إنه وعد الله الذي لا يخلف الميعاد .
فهنيئا لمروة وهنيئا لكل محجبات تركيا.
أضف تعقيب